اللَّيْث: الهَدُّ: الهَدْمُ الشَّديد، كحائط يُهَدُّ بِمرَّة فَيَنْهَدِمُ، وَتقول هَدَّ فِي هَذَا الأمرِ، وهدّ رُكْنِي: إِذا بلغ مِنْهُ وكسَره. ورُوي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا هَدَّني موتُ أحدٍ مَا هدَّني موت الأقْران. وَقَالَ اللَّيْث: الهَدَّةُ: صَوت شَدِيد تسمعه من سُقُوط رُكْنٍ وناحية جَبَلٍ. قَالَ: والهادُّ: صوتٌ يسمعهُ أهل السواحل يَأْتِيهم من قبل الْبَحْر لَهُ دَوِيٌّ فِي الأَرْض، وَرُبمَا كَانَت لَهُ الزلزلة، ودَوِيُّه هَدِيدُه؛ وَأنْشد:
دَاعٍ شَدِيدُ الصّوتِ ذُو هَدِيْدِ
وَالْفِعْل مِنْهُ هدَّ يَهِدّ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَدُودُ: العَقَبَةُ الشاقَّة. والهَدِيدُ: الرجل الطويلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَحْلُ يهَدْهِدُ فِي هديره؛ وَأنْشد:
يَتْبَعْنَ ذَا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسا
والهُدْهُدُ، مَعْرُوف. وهَدْهَدَتُه: صَوته. قَالَ: والهُدَاهِدُ: طَائِر يشبه الْحمام؛ قَالَ الرَّاعِي:
كهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاةُ جَناحَه
يَدْعو بقارِعَةِ الطّريقِ هَدِيلَا
وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: يُهَدْهَدُ إليَّ كَذَا، ويُهَدَّى إليّ كَذَا، ويُسَوَّل إليّ كَذَا، ويُهَدَّى إليَّ كَذَا، ويسول إليَّ كَذَا، ويُهدَى لِي كَذَا، ويهوّل إليَّ كَذَا ولي، ويُوسوَس إليّ كَذَا، ويخيّل إليَّ ولي، ويُخَالُ لي كَذَا؛ تفسيرُه: إِذا شُبه للْإنْسَان فِي نَفسه بِالظَّنِّ مَا لم يُثْبِتْهُ وَلم يَعْقِد عَلَيْهِ التَّشْبِيه. والتهدُّد والتهديد والتَّهداد، من الْوَعيد. والهَدْهَدَةُ: تَحْرِيك الأُمّ ولدَها لينام. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (جَاءَ شيطانٌ فَحمل بِلَالًا، فَجعل يُهَدْهِدُه، كَمَا يهدهَدُ الصبيُّ) ، وَذَلِكَ حِين نَام عَن إيقاظه القومَ للصَّلَاة. وَقَالَ الأصمعيّ: هدّ البناءَ يَهُدُّه هَدّاً: إِذا كَسره وضعضعه. قَالَ: وَسمعت هادّاً؛ أَي: سَمِعت هَدَّةَ صَوْتٍ. قَالَ: وَسمعت هَدْهَدَةَ الفحلِ: وَهُوَ هَدِيرهُ. وَسمعت هَدْهَدَةَ الحمامِ: إِذا سَمِعْتَ دويّ هديرِه. وَيُقَال: لَهَدَّ الرجلُ: إِذا أُثْنِيَ عَلَيْهِ بالجَلَدِ والشدَّة. قَالَ: وَيَقُول الرجل للرجل إِذا أوعده: إنّي لَغَير هَدٍ؛ أَي: لغير ضَعِيف. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهَدّ من الرِّجَال: الضعيفُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الهَدُّ، بِفَتْح الْهَاء: الرجل القويّ، وأَبَى مَا قَالَه الأصمعيّ، قَالَ: وَإِذا أردْت ذمّه بالضعف قلت: الهِدّ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ العجّاج:
سَبْياً ونُعْمَى من إِلاهٍ ذِي دِرَرْ
لَا عَصْفَ جَارٍ هَدَّ جَارُ المُعْتَصَرْ
قَوْله: عصفَ جارٍ؛ أَي: لَيْسَ هُوَ من كَسْبِ جارٍ، إِنَّمَا هُوَ من الله جلّ وعزّ، ثمَّ قَالَ: هَدَّ جارُ المعتصر؛ كَقَوْلِك: هَدَّ الرجل جَلُدَ الرجل جَارُ المعتصر، أَي: نِعْم جارُ الملجأ. وَقَالَ شمر: يُقَال رجل هَدٌّ وهُدَادَةٌ، وَقوم هَدَادٌ؛ أَي: جبناء، وَأنْشد قَول أُميَّة:
فأدْخَله على رَبذٍ يَدَاهُ
بِفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِن الهَدَادِ
وَقَالَ شمر: فَإِذا قلت: مَرَرْت بِرَجُل هَدَّكَ من رجلٍ، فَهُوَ بِمَعْنى حَسبك، وَهُوَ مدح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل مهلا هَدَادَيْك.