قَالُوا: هَوَبْجَةٌ تَنْبِتُ الأرْطَى بَين فَلْج وفُلَيْج، فحَفَر الحَفَر، وَهُوَ حَفَرُ أبي مُوسَى، بَينه وَبَين البَصْرَة خَمْسُ ليالٍ.
وَقَالَ ابْن شُميل: الهَوْبَجَة أَن تُحفَرَ فِي مَناقعِ المَاء ثِماد يُسِيلون إِلَيْهَا الماءَ فتمتلىء، فيشرَبون مِنْهَا، وتُعِين تِلْكَ الثمادُ إِذا جُعِل فِيهَا المَاء.
وَقَالَ اللَّيْث:: التَّهْبِيج: شِبْه التَّوَرُّم، يُقَال: أصبَحَ فلانٌ مُهَبّجَاً: أَي مُوَرَّماً.
جبه: قَالَ اللَّيْث: الْجَبْهَة: مُسْتوَى مَا بَين الحاجبين إِلَى الناصية، وجَبَهْتُ فلَانا: إِذا استقبلتَه بكلامٍ فِيهِ غِلْظَة، والجَبْهة: مصدرُ الأجْبَه: وَهُوَ العريضُ الجَبْهَة.
قَالَ: والجَبهة: النَّجْمُ الَّذِي يُقَال لَهُ: جَبْهَةُ الْأسد.
وَأنْشد غَيره:
إِذا رأيتَ أَنْجُماً من الأسَدْ
جَبْهَتَهُ أَو الخَراتَ والكَتَدْ
بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضيخِ ففَسَد
وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي الجَبهة وَلَا فِي النُّخَّة صَدَقة) .
قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عُبيدة: الجَبهة: الخَيلْ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَبْهَةُ: اسمٌ يَقع على الْخَيل لَا يُفرَد.
وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ الله قد أَرَاحَكم من الجَبهة والسَّجة والبَجّة) .
قَالَ أَبُو عُبَيد: هَذِه آلِهَة كَانُوا يعبدونها فِي الجاهليَّة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: الجَبْهَة: الرِّجَال الَّذين يَسْعَوْنَ فِي حمَالةٍ أَو مَغْرَمٍ أَو جبر فَقير، فَلَا يأْتونَ أحدا إلاّ اسْتَحْيا من ردِّهم، فَتَقول الْعَرَب فِي الرجُل يعْطى فِي مِثل هَذِه الْحُقُوق: رَحمَ الله فلَانا فقد كَانَ يعْطى فِي الجَبْهة. وتفسيرُ قَوْله: لَيْسَ فِي الجَبْهة صَدَقَة، أنَّ المصَدِّق إنْ وجدَ فِي أَيدي هَذِه الجَبهة إبِلا تَجب فِيهَا الصَّدقة لم يَأْخُذ مِنْهَا الصّدقة؛ لأَنهم جمعوها لِمَغْرَم أَو حمَالة. سَمِعت أَبَا عَمْرو الشَّيْباني يحكِيها عَن الْعَرَب، وَهِي الجُمَّةُ والبُرْكة، قَالَ أَبُو سَعيد: وأمّا قولُه: إنّ الله أراحكم من الجَبَهة والسّجّة، فالجَبْهة هَاهُنَا المَذَلّة، قَالَ: والسَّجَّة السَّجَاج: وَهُوَ المَذِيق من اللَّبَن، والبَجَّة: الفَصِيد الّذي كَانَت الْعَرَب تَأْكُله مِن الدّم الّذي يَفصدونه من الْبَعِير.
أَبُو عُبَيد، عَن الكسائيّ: جَبَهْنا الماءَ جَبْهاً: إِذا وَرَدْته وَلَيْسَت عَلَيْهِ قامة وَلَا أَدَاة. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: وَرَدْنا مَاء لهُ جُبَيْهة، إمّا كَانَ مِلْحاً فَلم يَنضح مَا لَهُم الشُّربُ، وإمّا كَانَ آجِناً، وإمّا كَانَ بعيدَ القَعْر غليظاً سَقيُه، شَدِيدا أمرُه. وأخبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: قَالَ بعض العرَب: لكلِّ جابِهٍ جَوْزة، ثمَّ يُؤذَّن: أَي لكلّ مَن وَرَد علينا سَقْيُه ثمَّ مُنع من المَاء: يُقَال: أجزتُ الرجلَ: إِذا سَقيتَ إبلَه، وأذّنْتُ الرجلَ: إِذا رَدَدْتَه. وَفِي (النَّوَادِر) : اجتَبَهْت مَاء كَذَا وَكَذَا اجتبَاهاً، إِذا أَنكَرْته وَلم تَسْتَمْرِئْه.