للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتملأُ الهَجْم عَفْواً وَهِي وادِعةٌ

حَتَّى تَكادَ شِفاه الهَجْم تَنْثَلمُ

وَأنْشد غَيره:

فاهتَجَم العَبْدان مِن أخصامِها

غَمامةً تبرق من غَمامِها

وتذْهِب العَيْمَة من عِيامِها

اهتجم: أَي احتَلَب، وَأَرَادَ بأخصامِها: جوانبَ ضُروعها.

أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: هَجمتُ مَا فِي ضَرْعها: إِذا حَلَبْت كلَّ مَا فِيهِ وأَنَشد:

إِذا التَقَتْ أربعُ أيدٍ تَهجُمُهْ

حَفَّ حَفيفَ الغَيْث جادَتْ دِيمُه

ابْن السّكيت: هاجِرةٌ هَجوم: أَي حَلُوب للعَرَق، وأنشَد:

والعِيسُ تَهجمُها الحرورُ كَأَنَّهَا

أَي تَحلُب عَرَقها، وَمِنْه: هَجَم النَّاقة: إِذا حَط مَا فِي ضَرْعها من اللّبن، وهُجم البيتُ إِذا قوِّض، وَلما قُتِل بِسْطام بن قيسٍ لم يَبْقَ بيتٌ فِي رَبيعةَ إلاّ هُجِم: أَي قُوِّض.

ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: القَدَح والهَجْم والعَسْف والأجمّ والأحمّ والعَتَادُ.

وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ لعبد الله بن عَمْرو حِين ذَكر قِيَامه باللَّيل وصيامَه بالنَّهار: (إِنَّك إِذا فعلتَ ذَلِك هَجَمَتْ عَيْناك، ونَفَهْتَ نَفسُك) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: هجمت عَيْنَاك: أَي غارَتَا ودخَلَتا.

قَالَ أَبُو عبيد: وَمِنْه هَجمتُ على الْقَوْم إِذا دخلتَ عَلَيْهِم، وَكَذَلِكَ هَجَم عَلَيْهِم البيتُ: إِذا سَقَط عَلَيْهِم. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: انْهَجَمَتْ عينُه: إِذا دَمَعَت. الْأَصْمَعِي: يُقَال: هَجْمٌ وهَجَمٌ للقَدَح، قَالَ الراجز:

نَاقَة شيخٍ للإله راهِبِ

تَصُفَّ فِي ثلاثةِ المَحالِب

فِي الهجَمَيْن والهنِ المُقارِب

قَالَ: الهَجَم: العُسُّ الضَّخْم. قَالَ: والفَرَق أربعةُ أَربَاع، وَأنْشد:

تَرفِد بعدَ الصَّفِّ فِي فُرْقانِ

جمع الفَرَق: وَهُوَ أربعةُ أَربَاع، والهَنُ المُقارب: الَّذِي بَين العُسَّين. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: هجمتُ على الْقَوْم: دخلتُ عَلَيْهِم، وهجمْتُ غَيْرِي عَلَيْهِم. الْكسَائي فِي الهجوم مثله، وَزَاد فِيهِ دَهَمْتُهم عَلَيْهِ أَدَهمُهم.

وَقَالَ اللَّيْث: هَيْجُمانة: اسمُ امْرَأَة.

ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَيْجُمانة: الدُّرَّة، وَهِي الوَنِيَّة. أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ قَالَ: الهُجَيْمة: اللَّبن قبل أَن يُمخض، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْجراح: إِذا ثَخُن اللَّبن وخَثُر فَهُوَ الهُجَيمة.

ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهُجَيْمة: مَا حَلبْتَه من اللَّبن فِي الْإِنَاء، فَإِذا سكنت رَغوَتُه حَوَّلَته إِلَى السِّقاء.

ابْن السّكيت، عَن أبي عَمْرو: الهُجَيْمة من اللَّبن أَن تَحقِنه فِي السِّقاء الْجَدِيد ثمَّ تشرَبُهُ وَلَا تمخِّضه. قَالَ: وَسمعت الْكلابِي يَقُول: هُوَ مَا لم يَرُبْ: أَي

<<  <  ج: ص:  >  >>