للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ اللَّيْث: بُرْدٌ مُسَهَّمٌ، وَهُوَ المخطّط. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:

كأَنَّهَا بعدَ أَحْوالٍ مَضيْنَ لَهَا

بالأَشْتِميْنِ يمَانٍ فِيهِ تَسهيم

قَالَ: والسُّهُومُ: عبوس الْوَجْه من الْهم. وَيُقَال للفَرَسِ إِذا حُمِل على كريهةِ الْجَرْي: ساهِمُ الْوَجْه، وَكَذَلِكَ الرَّجلُ فِي الْحَرْب ساهِمُ الْوَجْه، قَالَ عنترة:

والخيلُ ساهِمةُ الْوُجُوه كأنّما

يُسْقَى فوارِسُها نقيعَ الْحَنْظَلِ

أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: السُّهَامُ: الضُّمْرُ والتّغيُّر بِضَم السِّين والسَّهامُ: الَّذِي يُقَال لَهُ: مُخاطُ الشَّيطان، يُقَال: سُهِمَ يُسْهَم فَهُوَ مَسْهوم: إِذا ضُمِّر، قَالَ العجاج:

وَلا أبٍ وَلَا أَخٍ فَتُسهَمِ

وأوَّله:

فَهِيَ كرِ عدِيدِ الكَثِيب الأهْيَمِ

وَلم يُلِحْهَا حَزنٌ على ابْنَمِ

وَلَا أَبٍ وَلَا أَخٍ فَتُسهَم

وَقَالَ اللَّيْث: السُّهَام من وَهَج الصَّيْفِ وغُبْرَتِه، يُقَال سُهِم الرجلُ: إِذا أَصَابَهُ السُّهام.

قلت: وَالْقَوْل فِي السُّهام والسَّهام مَا قَالَ أَبُو عَمْرو.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السُّهُمُ: غَزْلُ عينِ الشَّمْس، قَالَ: والسُّهمُ أَيْضا: الحرارةُ الغالِبَة. والسُّهُم والشُّهُم بِالسِّين والشين: الرِّجَال الْعُقَلَاء الْحُكَمَاء العُمال.

وَقَالَ اللحيانيّ: رجل مُسْهَم الْعقل مثل المُسهَب، وَكَذَلِكَ مُسْهَم الجسْم: إِذا ذهب جِسمُه فِي الحبّ.

أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي قَالَ: من أدواء الْإِبِل السُّهام، يُقَال مِنْهُ: بعير مسهوم وَقَول أبي دَهْبَل الجمحيِّ:

سَقى الله جارَانا ومَنْ حلَّ وَلْتَهُ

وكلَّ مَسِيلٍ مِن سَهامٍ وسَرْدَد

سَهام وسَرْدَد: واديان فِي بِلَاد تهَامَة

وَقَالَ:

بَنى يَثْرِبيٌّ حَصِّنوا أَيْنُقَاتِكم

وأفراسَكم من ضَرْب أَحْمَر مُسْهَمِ

وَلَا أُلفِيَنْ ذَا الشِّفَّ يطْلُبُ شِفَّهُ

يُداويه مِنْكُم بالأديم المسلَّمِ

أَرَادَ بقوله: أَيْنُقَاتكم وأفراسَكم نساءَهم، يَقُول: لَا تُنكِحوهُنَّ غير الْأَكفاء، وَقَوله: من ضَرْب أحمرَ مُسْهَم، يَعْنِي سِفاد رجلٍ من العجَم، وفَرَسٌ مُسْهَمٌ: إِذا كَانَ هَجِينا يُعْطَى دون سَهْم العتيقِ من الغنِيمة. وَقَوله: بالأديم المُسَلَّم: أَي يُتصَحَّحُ بِكُمْ.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السُّهْمَةُ: الْقَرَابَة. والسُّهْمَةُ الحظُّ.

وَقَالَ عبيد:

قد يُوصَلُ النّازحُ النائي وَقد

يُقْطَعُ ذُو السُّهْمةِ القريبُ

وَقَالَ اللَّيْث لي فِي هَذَا الْأَمر سُهْمةٌ: أَي نصيب وحظ من أثر كَانَ لي فِيهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>