يرجع فَيَمْحُو على مهل خطين خطين، فَإِن بَقِي من الخطوط خطان فهما عَلامَة النجح. قَالَ: والحازي يمحو وَغُلَامه يَقُول للتفاؤل: ابْني عيان، اسرعا الْبَيَان. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَإِذا محا الحازي الخطوط فَبَقيَ مِنْهَا خطّ فَهُوَ عَلامَة الخيبة فِي قَضَاء الْحَاجة. قَالَ: وَكَانَت الْعَرَب تسمي ذَلِك الْخط الَّذِي يبْقى من خطوط الحازي، الأسحم. وَكَانَ هَذَا الْخط عِنْدهم مشئوما. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَيْضا أَنه سُئِلَ عَن رجل جعل أَمر امْرَأَته بِيَدِهَا. فَقَالَت لَهُ: أَنْت طَالِق ثَلَاثًا. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: خطّ الله نوءها أَلا طلقت نَفسهَا ثَلَاثًا، ويروى: خطأ الله نوءها. قَالَ أَبُو عبيد: من رَوَاهُ خطّ الله نوءها، جعله من الخطيطة، وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين، وَجَمعهَا خطائط وَأنْشد:
(على قلاص تختطي الخطائطا ... )
وَقَالَ اللَّيْث: خطّ وَجه فلَان واختط، وخططت بِالسَّيْفِ وَسطه. والخطة: الأَرْض وَالدَّار يختطها الرجل فِي أَرض غير مَمْلُوكَة ليتحجرها وَيَبْنِي فِيهَا، وَجَمعهَا الخطط، وَذَلِكَ إِذا أذن السُّلْطَان لجَماعَة من الْمُسلمين أَن يختطوا الدّور فِي مَوضِع بِعَيْنِه ويتخذوا فِيهَا مسَاكِن لَهُم، كَمَا فعلوا بِالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَة وبغداد، وَإِنَّمَا كسرت الْخَاء من الخطة لِأَنَّهَا أخرجت على مصدر بني على فعلة. وَأما الخطة فَهِيَ شبه الْقِصَّة، يُقَال: إِن فلَانا ليكلفني خطة من الْخَسْف. وَسمعت الْمُنْذِرِيّ يَقُول: سَمِعت إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، وَسُئِلَ عَن حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ورث النِّسَاء خططهن دون الرِّجَال، فَقَالَ: نعم، كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى نسَاء خططا يسكنهَا بِالْمَدِينَةِ، شبه القطايع، مِنْهُنَّ أم عبد، فَجَعلهَا لَهُنَّ دون الرِّجَال لَا حَظّ فِيهَا للرِّجَال. قَالَ اللَّيْث: والخط: ضرب من الْبضْع، يُقَال: خطّ بهَا قساحاً. وَيُقَال: خطه بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ. وَيُقَال: الْكلأ: خطوط فِي الأَرْض، أَي طرائق لم يعم الْغَيْث الْبِلَاد كلهَا. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فِي صفة الأَرْض الْخَامِسَة: فِيهَا حيات كسلاسل الرمل وكخطائط بَين الشقائق وَاحِدهَا خطيطة، وَهِي طرائق تفارق الشائق فِي غلظها ولينها. والخط: الطَّرِيق، يُقَال الزم ذَلِك الْخط وَلَا تظلم عَنهُ شَيْئا. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الأَرْض الخطيطة: الَّتِي يمطر مَا حولهَا وَلَا تمطر هِيَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأخط: الدَّقِيق المحاسن.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute