للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

غير طَرِيق، يُقَال اخْتَرَقتُ دارَ فلَان: إِذا جعلتَها طَرِيقا لحاجتِك، والرِّيح تَخْتَرِقُ فِي الأَرْض، والخيْلُ تَخْترِقُ مَا بَين الشّجر والقُرَى.

وَقَالَ رُؤبَةُ:

(يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَق ... )

قَالَ: والْخَرْقُ: المفازَةُ الْبَعِيدَة، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ، فَهُوَ خَرْقٌ أَمْلَسُ.

قَالَ: والْخرْقُ: الشَّقُّ فِي الأَرْض والحائطِ والثوبِ ونحوِه.

قَالَ: والْخَرِيقُ من أَسمَاء الرِّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة الهُبُوب، كَأَنَّهَا خُرِقَتْ، أَماتُوا الْفَاعِل بهَا.

وَيُقَال: انْخَرَقَتِ الرِّيحُ الْخَرِيقُ: إِذا اشتدَّ هُبُوبُها وتَخَلُّلُها المواضعَ.

وَيُقَال للرجل المتَمزِّقِ الثِّيَاب: مُنْخَرِقُ السِّرْبالِ.

شَمِر عَن ابْن شُمَيْلٍ قَالَ: الْخَرْقُ: الأرضُ الْبَعِيدَة، مستوية كَانَت أَو غيرَ مستويةٍ، يُقَال: قَطعنَا إِلَيْكُم أَرضًا خَرْقاً وخَرُوقاً، والْخَرْقُ: البُعْدُ، كَانَ فِيهِ ماءٌ أَو شجر أَو أنيس، أَو لم يكن.

قَالَ: ويُعَدُّ مَا بَين البَصرة وحَفَرِ أبي موسَى خَرقاً، وَمَا بَين النِّبَاجِ وضَرِيَّة خَرْقاً.

وَقَالَ المُؤَّرِّجُ: كلُّ بلدٍ واسعٍ تَتَخَرَّقُ بِهِ الريحُ فَهُوَ خَرْقٌ.

شَمِرٌ، قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: مررتُ بخَرِيقٍ بَين مَسْحَاوَيْنِ، والمَسْحَاءُ أرضٌ لَا نباتَ

فِيهَا، والْخَرِيقُ: الَّذِي توسَّطَ بَين مَسْحَاوَيْنِ بالنبات، والجميعُ الْخُرُقُ.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم} [الْأَنْعَام: ١٠٠] ، قَرَأَ نافعٌ وحْدَهُ: (وخَرَّقوا) بتَشْديد الرَّاء، وسائِرُ القُرَّاء قرأوا: {وخرقوا لَهُ} _ بِالتَّخْفِيفِ.

وَقَالَ الفرَّاء: معنى (خرقوا) افتعلوا ذَلِك كذبا وَكفرا، قَالَ: وخَرَقُوا واخْتَرَقُوا، وخَلَقوُا واخْتَلَقُوا: وَاحِد.

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الاخْتِرَاقُ والاخْتِلَاقُ والاخْتِرَاصُ والافْتِرَاءُ: وَاحِد.

وَيُقَال: خَلَقَ الكلِمَةَ واخْتَلَقَهَا، وخَرَقَهَا واخْتَرَقَها: إِذا ابْتَدَعَها كذبا، وتَخَرّقَ الكَذِبَ وتَخَلَّقَه.

وَقَالَ اللَّيْثُ: الْخُرْقُ: نقيض الرِّفق وصاحبُه أَخْرَقُ، وناقَةٌ خَرْقَاءُ إِذا لم تتعاهد مواضِعَ قَوَائِمِهَا، وبَعِيرٌ أَخْرَقُ: يَقع مَنْسِمُهُ بِالْأَرْضِ قبل خُفِّه، يَعْتريه ذَلِك من النَّجابة.

قَالَ: وريحٌ خَرْقاءُ: لَا تدوم على جِهَتهَا فِي هبوبها، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

(بَيْتٌ أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ مَهْجُومُ ... )

وَقَالَ الْمَازِنِيُّ فِي قَوْله: ((أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ)) امرأةٌ غير صَنَاعٍ، وَلَا لَهَا رفق فَإِذا بَنَتْ بَيْتا انْهَدم سَرِيعا.

وَقَالَ اللَّيْث: مَفَازَةٌ خَرْقاءُ خَوْقَاءُ: بَعِيدَةٌ، والْخِرْق من الْفِتيان: الظَّرِيفُ فِي سماحة ونَجْدَة.

وَرُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّه نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِشَرْقَاءَ أَوْ خَرْقَاءَ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>