للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلتُ: هَذَا عِنْدِي شَبِيهٌ بالتصحيف وَالصَّوَاب: لَخِخَتْ عَيْنُه بخاءَيْن ولِحِحَت بحاءين إِذا التَصقَتْ من الغَمَص.

قَالَ ذَلِك ابنُ الأعرابيِّ وغيرُه، وأَمَّا اللَّخَجُ فَإِنَّهُ غيرُ مَعْرُوفٍ فِي كَلَام الْعَرَب، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ .

خلج: فِي الحَدِيث. ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى بِأَصْحَابِه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءةِ، وَقَرَأَ قارِىءٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ، فَلَمَّا سَلًّمَ قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضكُمْ خَالجَنِيهَا)) .

مَعْنَى قَوْلِه: ((خَالجَنِيهَا)) أَي: نازَعَني القراءةَ، فجهر فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ فنَزَعَ ذَلِك مِنْ لساني مَا كُنتُ أقرَؤُه، وَلم أستمِرَّ عَلَيْهِ وأصْلُ الْخَلْجِ: الجَذْبُ والنًّزْع.

وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَلَجَ الرجل حاجِبَيْه عَن عيْنَيْه، واخْتَلج حاجباه وَعَيناهُ إِذا تحرَّكَتَا، وَأنْشد:

(يُكلِّمُني وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ ... لأحْسِبَ عِنْدَهُ عِلْماً قَدِيماً)

وَأَخْبرنِي المنذِرِيُّ عَن الحَرَّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال فِي الْأَمْثَال: ((الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وَليْسَتْ بِسُلْكَى)) .

قَالَ: وقولُه: ((مَخْلُوجَةٌ)) أَي: يَضْرِبُ مَرَّة كَذَا، وَمرَّة كَذَا، حَتَّى يَصِحَّ صوابُه.

قَالَ: والسُّلْكَى: المستقيمة.

وَقَالَ فِي مَعْنَى قولِ الشَّاعِر:

(نَطْعُنُهم سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً ... كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ)

يَقُول: يَذْهَبُ الطعنُ فيهم وَيرجع كَمَا ترُدُّ سَهْمَيْنِ على رَامٍ رَمَى بهَا.

قَالَ: والسُّلْكَى: الطَّعْنَةُ المستقيمة والْمخلُوجَةُ: على الْيَمين وعَلى الْيَسَار.

وَيُقَال: تخَالَجَتْه الهمومُ إِذا كَانَ لَهُ هَمٌّ فِي نَاحيَة وهَمٌّ فِي نَاحيَة كأَنه يَجْذِبُه إِلَيْهِ.

وَقَالَ شمر: يُقَال إِنَّنِي لَبَيْنَ خالِجَيْن فِي ذَلِك الْأَمر أَي: نفْسَيْنِ، وَمَا يُخَالِجُنِي فِي ذَلِك الْأَمر شَكٌّ أَي: مَا أشُكُّ فِيهِ، وَقوم خُلُجٌ إِذا شُكَّ فِي أنسابهم، فتنازَعَ النسبَ قومٌ، وتنازعه آخَرُونَ.

وَمِنْه قَول الكُمَيْت:

(أَمْ أَنتُم خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ ... )

وَقَالَ اللَّيْث: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمْحَه عَن جانبٍ قيل: خلَجَهُ.

قَالَ: والْخَلْجُ كالانتزاع.

قَالَ: والفَحْلُ إِذا أُخْرِجَ من الشّوْلِ قبل فُدُورِه فقد خُلِجَ أَي: نُزِع وأُخرج، وَإِن أُخْرِجَ بعد فُدُورِه فقد عُدِل فانعدل، وَأنْشد:

(فَحْلٌ هِجَانٌ تَولَّى غَيْرَ مَخلُوجِ ... )

وَيُقَال: اختَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ، وتخَالَجتْنِي الهمُومُ أَي: تنازعتني.

الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْخَلْجُ الجَذْبُ، وَقد خلَجَهُ يَخْلِجُه خلْجاً إِذا جَذِبه. قَالَ العَجَّاجُ:

(فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجاً ... )

وَمِنْه قيل: ناقةٌ خَلُوجٌ إِذا جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُها بِذَبحٍ أَو مَوْت، وَمِنْه سُمِّي خَلِيجُ النَّهر خَلِيجاً، وَيُقَال للحَبْل: خَلِيجٌ لِأَنَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>