للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بَينهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ _ أَي: إِخَاءٌ ومودَّةٌ: والدُّخْلَلُونَ الْحُشْوَةُ الَّذين يَدخلون فِي قومٍ لَيْسُوا مِنْهُم. والدُّخْلَلُونَ: الأَخِلَاّءُ والأصفياء.

وَهَذَا الْحَرْف مِن الأضْداد.

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

(ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إِذَا غَدَروا ... )

قَالَ: الدُّخْلَلُون: الْخَاصَّة هَهُنَا.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدُّخَّلُ مِن الكَلإِ: مَا دَخل فِي أَغْصَان الشَّجر ومنَعه الْتِفافُهُ عَن أنْ يُرْعَى، وَهُوَ العُوَّذُ. . ودُخَّلُ اللَّحم: مَا عاذ بالعظم، وَهُوَ أَطْيَبُ اللَّحْم.

وَقيل للعُصفور الصَّغِير: دُخَّلٌ _ لِأَنَّهُ يَعُوذُ بكلِّ ثَقْبٍ ضيِّقٍ من الجَوارِح.

وَقَالَ شمر: يُقَال: فلانٌ حَسَنُ المَدْخل والمَخرجِ _ أَي: حَسَنُ الطَّرِيقَة. . محمودُها وَكَذَلِكَ: هُوَ حَسَنُ المَذْهَب.

وَفِي حَدِيث الحَسن: ((كَانَ يُقَال: إنَّ من النِّفَاق اختلافَ المَدْخل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَة)) .

قَالَ شمِر: أَرَادَ ب ((اختلافِ المَدْخل والمَخْرَج)) سُوءَ الطَّرِيقَة.

ثعلبٌ: عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه قَال: الدَّاخلُ والدُّخَّالُ والدُخْلَلُ _ كلُّه دُخَّال الأُذُن، وَهُوَ الهِرْنِصَانُ.

والدَّوْخَلَةُ هِيَ الوَشِيجَة الَّتِي تُسَوَّى من الخوصِ للتَّمْرِ، وتُجمَعُ: دوَاخِل ودَوَاخِيل.

وَقَالَ عَدِيُّ:

(فِيهِ ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ خُوصْ ... )

خلد: قَالَ اللَّيْث: الخلُودُ: البقاءُ فِي دارٍ لَا يُخرَجُ مِنْهَا، والفِعْلُ: خَلَدَ يَخْلُد.

قَالَ: وأهْلُ الجَنَّة خالِدُون مُخَلَّدُون آخِر الأَبَدِ، وأَخْلَدَ الله أهلَ الْجنَّة إخلاداً، والْخُلْدُ: اسمٌ من أَسماء الْجِنَان.

وأَخْلَدَ فلانٌ إِلَى كَذَا وَكَذَا _ أَي: رَكَن إِلَيْهِ ورضِيَ بِهِ.

وَقَالَ الفَرّاء _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَلكنه أخلد إِلَى الأَرْض وَاتبع هَوَاهُ} [الأعرَاف: ١٧٦] أَي: رَكَنَ إِلَيْهَا وسَكَنَ.

قَالَ: وَيُقَال: خَلَدَ إِلَى الأَرْض _ بِغَيْر ألف _ وَهِي قَليلَة.

قَالَ: وَيُقَال للرجل _ إِذا بَقيَ سوادُ رَأسه ولحيته على الكِبَر: إِنَّه لَمُخْلِدٌ.

وَقَالَ للرجُل _ إِذا لم تَسْقُط أسنَانُه من الهرَمَ: إِنَّه لَمُخْلِدٌ.

قَالَ: وسمعتُ الكسائيَّ يَقُول: خَلَدَ وأَخْلَدَ، وخَلَّدَ. . إِلَى الأَرْض، وَهِي قليلةٌ، ونحوَ ذَلِك قَالَ الزَّجاجُ.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون} [الواقِعَة: ١٧] .

قَالَ الفرَّاء _ فِي قَوْله: {مخلدون} : يُقَال: إنهُم على سِنٍّ واحدةٍ، لَا يتغيَّرون.

قَالَ: وَيُقَال: {مخلدون} : مُقَرَّطُون. وَيُقَال: مُسَوَّرُونَ.

كلُّ ذَلِك يقالُ.

وَأنْشد غيرُه:

<<  <  ج: ص:  >  >>