للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَقَفْتَ بِهَا تُكَاتِمُ مُسْتَهِلاًّ ... وَخَمْرَكَ مِنْ حَمِيلَةَ أَنْ تَفُورَا)

أَرَادَ ب ((خَمْرَكَ)) : مَا خَامَرَك، ((مِنْ حَمِيلَةَ أَنْ تَفُورَ)) _ أَي: تَظْهَرَ.

وَمِنْه قَوْله:

(حَتَّى إِذَا مَا هَرَاق النَّوْمُ عَبْرَتَهُ ... قاَلَ الْعَشِيّ لِخَمْرِي فِي الضَّحَى فُورِي)

ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: ((خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ)) .

قَالَ أَبُو عبيدٍ: التَّخْمِير: التّغطِيَةُ.

وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ ((مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْماً أَوَّلُهُمْ أَحْرَارٌ وَجِيرانٌ مُسْتَضْعَفُونَ: فإنَّ لَه مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ)) .

قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ ابْنُ الْمُبَارَك يَقُول فِي قَوْله: ((مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْماً)) _ أَي: اسْتَعْبَدَهُم.

وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: هذَا كَلَامٌ معروفٌ عندنَا بالْيَمَن لَا يُكادُ يُتَكلَّمُ بِغَيْرِهِ.

يَقُول الرجل للرّجل: أَخْمِرْنِي كَذَا وَكَذَا _ أَي: أَعْطِنِيه. . هَبْهُ لي. . مَلِّكْنِي إيَّاه.

فَقَوْل مُعَاذٍ: ((مَنْ اسْتَخْمَرَ قَوْماً)) : يقولُ: أَخَذَهُمْ قَهْراً أَوْ تَمْلُّكاً عَلَيْهِمْ، فَمَا وَهَبَ المَلِكُ من هَؤُلَاءِ لِرَجُلٍ فَقَصَرَهُ الرجُلُ فِي بَيته _ حَتَّى جَاءَ الإسْلَامُ، وَهُوَ عندَهُ _ فَهُوَ لَهُ.

وَقَالَ غَيْرُه _ أَخْمَر فلانٌ عَلَيَّ ظِنَّةً _ أَي: أَضْمَرَها.

وَقَالَ لَبيدٌ:

(أَلِفْتُكِ حَتّى أَخْمَرَ الْقَوْمُ ظِنَّةً ... عَلَى بَنُو أُمِّ الْبَنِينَ الأكابِر)

ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْمُخَامَرةُ: أَن يَبِيع الرجل غُلَاما حُرّاً. . على أَنه عبدُهُ.

قلتُ: وأَظُنُّ قوْلَ مُعَاذٍ مِنْ هَذَا أُخِذَ.

الليثُ: الخَمَرُ وَهْدَةٌ يخْتَفِي فِيهَا الذِّئْبُ وَأنْشد:

(فَقَدْ جاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّرِيقِ ... )

وَقَالَ اللَّيْث: الْخَمَرَ: أَن تَخْرُزَ ناحِيَتَي أَدِيمِ المَزَادَةِ، ثمَّ يُعْلَى بِخُرُوزٍ أُخرَ فذلِكَ: الْخَمَرُ.

وَالخِمَارُ: مَا تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ رَأْسها، وَقد تَخَمَّرَتْ بالخِمَارِ، وَهِي حَسَنَةُ الْخِمْرَةِ.

أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: دَخَلْتُ فِي خُمَارِ النَّاسِ وَخَمَارِهمْ وخَمرِهمْ _ أَي: فِي جَمَاعتهمْ وَكَثْرَتهم.

وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال: دَخَلْتُ فِي غَمْرَتِهِمْ وخَمْرَتِهِمْ _ أَي جَمَاعتهمْ.

وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يَسْجُدُ عَلَى الْخُمْرةِ)) .

قَالَ اللَّيْث: وَهِي حَصِيرٌ صَغِيرٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عليهِ ... يُنْسَجُ من السَّعَفِ أَصْغَرُ من الْمُصَلَّى.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَتْ خُمْرَةً ... لِأَنَّهَا تَسْتُرُ الْوَجهَ عَن الأَرض.

قَالَ: وَقيل لِلْعَجِينِ: قد اخْتَمَرَ، لأنَّ فُطُورَتَهُ قد غَطَّاهَا الْخُمْرُ. . وَهُوَ الاخْتِمَارُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>