للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِثل الدِّبْق، وَالرُّبِّ يَعْلُق بِهِ، وَإِنَّمَا يُغفِرُ الرِّمْثُ فِي الصَّفَرِيَّةِ إِذا أَوْرَس.

يُقال: مَا أحسن مَغافيرَ هَذَا الرِّمْثِ، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: كلُّ الحَمْضِ يورِسُ عِنْد البرْد وَهُوَ ترَوُّحه وإِزْبَادُه تُخْرِج مَغافيرَه، تَجد رِيحَه من بعيد.

وَقَالَ: المَغافيرُ: عَسَل حُلْو مثلُ الرُّبِّ إِلَاّ أنّه أبيضُ.

وَقَالَ غَيره: ومثلٌ للْعَرَب: هَذَا الْجَنَى لَا أَن يُكَدَّ المُغْفُرُ، يُقَال ذَلِك للرَّجل يُصِيب الْخَيْر الْكثير، والمغفرُ هُوَ الْعود من شجر الصمغ يمسَح مِنْهُ مَا ابيضَّ فيُتخذ مِنْهُ شرابٌ طيبٌ.

وَقَالَ بَعضهم: مَا اسْتَدَارَ من الصمغ يُقَال لَهُ: المُغْفُرْ، وَمَا استطال مثل الإصبع يُقَال لَهُ الصُّعْرُورُ، وَمَا سَالَ مِنْهُ فِي الأَرْض يُقَال لَهُ: الذَّوْبُ.

وَقَالَت الغَنويةُ: مَا سَالَ مِنْهُ فَبَقيَ شبه الخيوط بَين الشّجر وَالْأَرْض يُقَال لَهُ شآبيبُ الصمغ وأنشدت:

كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِهِ المُلَعْلَعِ

شؤبوبُ صمغٍ طلحهُ لم يُقطع

وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه شربَ عسلاً فَقَالَت لَهُ امرأةٌ من نِسَائِهِ: أكلتَ مَغافيرَ؛ أَرَادَت بالمغافير صمغَ العُرْفُطِ وَقد مرَّ تَفْسِيره.

رفغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّفغُ والرُّفْغُ لُغتان، وَهُوَ من بَاطِن الْفَخْذ عِنْد الأُرْبية. وناقة رَفْغَاءُ: وَاسِعَة الرفغ. وناقة رَفِغَةٌ: قرحةٌ، قَالَ: والرَّفْغُ: وسَخُ الظفْرِ.

وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَّى فأَوْهَمَ فِي صلَاته؛ فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله كأَنك أوْهَمْتَ فَقَالَ: (وَكَيف لَا أُوهِمُ ورفْغُ أحدكُم بَين ظُفره وأَنْمُلَتِهِ) .

قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: جمع الرفْغِ أَرْفاغٌ، وَهِي الآباط والمغَابِنُ من الْجَسَد يكون ذَلِك فِي الْإِبِل وَالنَّاس.

قَالَ أَبُو عبيد: وَمَعْنَاهُ فِي الحَدِيث مَا بَين الأُنثيين وأصول الفخذين وَهِي من المغابنِ، وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: (إِذا التقى الرّفْغَان فقد وجبَ الغُسْلُ) ، يُرِيد: إِذا التقى ذَلِك من الرَّجل وَالْمَرْأَة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بعد التقاء الخِتَانَيْنِ.

قَالَ: وَمعنى الحَدِيث الأول أَن أحدكُم يَحُكُّ ذَلِك الْموضع من جسده فَيَعْلَقُ دَرَنَهُ ووَسَخُهُ بأصابعه فَيبقى بَين الظُّفْرِ والأَنْمُلَةِ إِنَّمَا أنكر من هَذَا طول الأظْفَارِ وتركَ قصِّها حَتَّى تطُول.

وَقَالَ اللَّيْث: عيشٌ رَفِيغٌ: خصيبٌ وَإنَّهُ لَفِي رَفاغةٍ ورفاغِيَةٍ، وَأنْشد:

تحتَ دُجُنَّاتِ النَّعيم الأَرْفَغِ

أَبُو عبيد: الرَّفاغَةُ والرَّفْغُ: الْخِصبُ والسَّعَةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>