للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خِبَقٌّ، فَجعله كلّهُ طولا.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: الأشَقُّ من الْخَيل: الواسعُ مَا بَين الرجْلين، قَالَ: والشّقّاء المقّاءُ من الْخَيل الواسعة الأرْفاغ، وَسمعت أعرابيةً تُسَابُّ أمة فَقَالَت لَهَا: يَا شَقّاءُ يَا مَقَّاءُ فسألتُها عَن تفْسِيرهما فَأَشَارَتْ إِلَى سَعَةِ مَشَقِّ جَهَازِها.

وَقَالَ اللَّيْث: الشَّقِيقَةُ: صُدَاعٌ يأخذُ فِي نصف الرأْس وَالْوَجْه، قَالَ: والشّقِيقَةُ الفُرجَة بَين الرمال تُنْبتُ العُشبَ وَجَمعهَا الشّقَائقُ، قَالَ: ونَوْرٌ أَحْمَر يُسمى شقائق النُّعمانِ.

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الشّقيقَةُ قطعٌ غِلاظٌ بَين كلّ حَبْليْ رَمْلٍ، قلت: وَهَكَذَا فسَّرُهُ لي أعرابيّ وسمعْتُه يَقُول وَهُوَ يَصِف الدَّهْنَاء فَقَالَ: هِيَ سبعةُ أحبُلٍ بَين كلّ حَبْلين شَقِيقةٌ، وعرضُ كلّ حبلٍ ميلٌ وَكَذَلِكَ عرضُ كل شَقِيقَةٍ قَالَ: وَأما قَدْرُها فِي الطول فَمَا بَين يَبْرَينَ إِلَى ينْسوعةِ القُفِّ فَهُوَ قدرُ خمسين مِيلاً، وَأما شقائق النُّعمان فقد قيل: إِن النُّعْمَان بن المُنذرِ نَزَل شَقائقَ رملٍ قد أنْبتتِ الشّقِرَ الْأَحْمَر فاسْتَحسنها وأمرَ أَن تُحْمَى لَهُ لِيتنزَّهَ إِلَيْهَا فَقيل لِلشّقِرِ شقائقُ النُّعمانِ بِمنْبَتِها لَا أنّها اسمٌ لِلشّقرِ، وَقَالَ بَعضهم: النُّعمانُ الدَّمُ فشبِّهتْ حُمْرَتها بِحُمْرةِ الدَّمِ، قلت: والشّقائق أَيْضا سحائب تَبَعَّجُ بالأمطار الغَدِقَة. قَالَ الهذليُّ:

فَقُلتُ لَهُم مَا نُعم إلاّ كَرَوضَةٍ

دَمِيثِ الرُّبا جَادَتْ عَلَيْهَا الشقائقُ

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تَشَقَّقَ الْفرس تَشَقُّقاً إِذا ضمر وَأنْشد:

وبِالْجلالِ بعدَ ذَاكَ يُعْلَينَ

حتَّى تَشَقّقْنَ ولَمّا يَشْقَين

وَفِي الحَدِيث: أنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن سحائِبَ مرت وَعَن بَرْقهَا فَقَالَ: (أَخَفواً أمْ ومِيضاً أم يَشُقُّ شَقّاً) فَقَالُوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فَقَالَ: (أتاكُمُ الْحَيَا) .

قَالَ أَبُو عبيد: معنى: يَشُقُّ شَقّاً هُوَ الْبَرْق الَّذِي نرَاهُ مستطيلاً إِلَى وسط السَّماءِ وَلَيْسَ لَهُ اعتراضٌ.

وَفِي حَدِيث أمِّ زَرعٍ: (وجَدَني فِي أهْلِ غُنَيْمَة بِشقِّ) قيلَ: شِقٌ مَوْضعٌ بعيْنِهِ هَا هُنا.

وَفِي الحَدِيث: (فلمّا شَقَّ الفَجْرانِ أمَرَ بِإِقَامَة الصَّلاةِ) أَي: طَلَعَ الفَجْرَانِ، وَيُقَال: شَقَّ الصُّبحُ يَشُقُّ شَقّاً، إِذا طلَعَ، وشَقَّ نابُ البَعير وَشَقا بِمَعْنى وَاحِد إِذا فَطرَ نابُه، وَأهل الْعرَاق يَقُولون للْمُطَرْمِذِ الصّلِفِ شَقَّاق وَلَيْسَ من كلامِ العربِ وَلَا يَعْرِفُونَه.

وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: شَقَّ بصَرُ الميِّتِ وَلَا يُقَال: شَقَّ الميِّتُ بَصَرَهُ.

ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي: قَالَ: الشّقَقَةُ: الأَعْداءُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>