للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وحَدثني أَبُو الْأَحْوَص عَن سعيد بن مَسْرُوق عَن عِكْرِمَة قَالَ: قيل لَهُ: الْأسد القسْوَرَةُ بِلِسَان الْحَبَشَة، فَقَالَ: القسْوَرَةُ: الرُّماةُ، والأسد بِلِسَان الْحَبَشَة عَنْبَسَةٌ.

وَقَالَ ابْن عُيينة كَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: القسْوَرَةُ: رِكز النَّاس، يُرِيد حِسَّهَمْ.

وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: القسْوَرَةُ: الشجاع، والقسْوَرَةُ: ظلمَة أول اللَّيْل، فَهَذَا جَمِيع مَا حصلناه فِي تَفْسِير القسْوَرَةِ.

أَبُو عبيد عَن الْفراء، قَالَ: القياسِرَة: الْإِبِل الْعِظَام.

وَقَالَ اللَّيْث: القَيسريُّ: الضخم الشَّديد المنيع.

قرس: قَالَ اللَّيْث: القَرِسُ أَكثر الصقيع وأبْردُه، وَأنْشد بَيت العجاج:

تقذُفنا بالقرْسِ بعد القرْسِ

دون ظهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ

قَالَ: وَقد قَرِسَ المقرورُ إِذا لم يَسْتَطِيع عملا بِيَدِهِ من شدَّة الْحَصَرِ.

وَأنْشد:

فقد تصلَّيتُ حرَّ حربِهم

كَمَا تصلَّى المقرور من قَرَسِ

وَقد أقْرَسَه الْبرد، قَالَ: وَإِنَّمَا سمي القَرِيس قَرِيساً لِأَنَّهُ يجمدُ فَيصير لَيْسَ بالجامسِ وَلَا الذَّائب، تَقول: قَرَسْنا قَرِيساً وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى أقْرَسَه الْبرد، وَتقول: أقْرَسَ العودُ إِذا جمسَ فِيهِ مَاؤُهُ.

وَفِي الحَدِيث: أَن قوما مروا بشجرةٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا فَكَأَنَّمَا مرَّت بهم رِيحٌ فأخْمدَتهم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قَرِّسوا المَاء فِي الشِّنان فصُبُّوه عَلَيْهِم فِيمَا بَين الأذانين) .

قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: قَرِّسوا يَعْنِي برِّدوا، وَفِيه لُغَتَانِ القَرَسُ بِفَتْح الرَّاء والقَرْسُ بسكونها قَالَ: وَهَذَا بِالسِّين.

وَأما الحَدِيث الآخر: (أَن امْرَأَة سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن دم الْمَحِيض يُصيبُ الثوبَ فَقَالَ: قرِّصيه بالماءِ) ، فإِنّ هَذَا بالصَّاد، يَقُول قطِّعيهِ، وكل مقطع فهوَ مقرَّصٌ، وَمِنْه تقريصُ الْعَجِين إِذا قطِّعَ لينبسطَ.

وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: القَرسُ: الجامد من كل شَيْء والقِرْسُ بِكَسْر الْقَاف هُوَ: القرقسُ.

وَقَالَ ابْن السّكيت: القِرْقِسُ الَّذِي يُقَال لَهُ الجِرْجِسُ.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أصبحَ الماءُ قَرِيساً، أَي: جَامِدا، وَمِنْه سُمِّيَ قَرِيسُ السّمك، وَإِن لَيْلتنا لَقَارِسةٌ، وَإِن يَوْمنَا لَقارسٌ.

قَالَ: وآلُ قَراسٍ: هضابٌ بناحيةِ السّرَاةِ وكأنَّهُنَّ سُمِّينَ آل قراسٍ لبَرْدِها.

أَبُو مَنْصُور، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حاتمٍ آل

<<  <  ج: ص:  >  >>