وَيُقَال: قَدِرْت الشيءَ: إِذا استقذرْته وتقذَّرْتَ مِنْهُ.
وَقد يُقَال للشَّيْء القَذِر: قَذْرٌ أَيْضا. فَمن قَالَ: قَذِرٌ جعله بِنَاء على فَعِلٍ مِن قَذِر يَقذَر فَهُوَ قَذِر، ومَن جَزَم قَالَ: قذُر يقذُر قَذارة فَهُوَ قَذْر.
وَفِي الحَدِيث: (اتَّقوا هَذِه القاذُورة الَّتِي نَهى الله عَنْهَا) .
قَالَ شمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: القاذورة الَّتِي نهى الله عَنْهَا الفِعْلُ الْقَبِيح وَاللَّفْظ السَّيِّىء، والقاذورة من الرِّجَال لَا يُبالي مَا قَالَ وَمَا صَنَع.
وَأنْشد:
أَصْغَتْ إِلَيْهِ نَظَر الحَيِيِّ
مَخَافَة من قَذِرٍ حَمِيِّ
قَالَ: والقَذِر: القاذورة، عَنَى نَاقَة وفَحلاً.
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الكلابيّ: القاذورة المتطرِّس، وَهُوَ الَّذِي يَقْذَر كل شَيْء لَيْسَ بنظيف.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القاذورة الَّذِي يتقذَّر الشَّيْء فَلَا يَأْكُلهُ.
ورُوِي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ قاذورةً، لَا يَأْكُل الدَّجاج حَتَّى يُعْلَف.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: قَذِرْتُ الشيءَ أقذَرُه قذراً فَهُوَ مَقذُور.
وَقَالَ العجاج:
وقَذَرِي مَا لَيْسَ بالمقذورِ
يَقُول: صرتُ أقذَرُ مَا لم أكن أَقْذَرُه فِي الشَّباب من الطَّعام.
وَلما رَجَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ماعِزَ بن مَالك قَالَ: (اجتنبوا هَذِه القاذورة) يَعْنِي الزِّنَا.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: رجل قَذِر وقَذُر.
وَقَالَ اللِّحياني: رجل قُذَرة، وَهُوَ الَّذِي يتنزّه عَن مَلائم الْأَخْلَاق ويكرهُها.
وَيُقَال: أقْذَرْتَنا يَا فلَان، أَي: أضجرْتنا. وَرجل قاذورة، وَهُوَ الَّذِي يتبرَّم بِالنَّاسِ لَا يجلس وَلَا ينزل إلَاّ وحدَه. وناقة قَذَورٌ: تَبرُك نَاحيَة من الْإِبِل.
وَقَالَ الحطيئة:
إِذا بَركتْ لم يؤذها صوتُ سامِرٍ
وَلم تُقصَ مِن أدنى المخَاض قَذُورُها
يصف إبِلا عازبةً لَا تَسمع أصوات النَّاس.
أَبُو عبيد: القاذورة من الرِّجَال: الْفَاحِش السيء الْخلق.
وَقَالَ متمّم: