للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ} (النَّمْل: ٨) .

قَالَ: النَّارُ: نورُ الرَّحمن، والنورُ هُوَ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى، ومَنْ حوْلها: موسَى والمَلَائكةُ.

وروَى شَرِيكٌ عَن عَطاء عَن سعيدِ بن جُبيرٍ عَن ابْن عَبَّاس: {نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى} (النَّمْل: ٨) ، قَالَ الله تَعَالَى ومَنْ حَوْلهَا: المَلَائكةُ.

(سلمةُ عَن الفرَّاء) أَنه قَالَ فِي حرف أبَيَ (أَنْ بُورِكَتِ النارُ، ومَنْ حولهَا) .

قَالَ: والعربُ تَقول: بَارَكك اللَّهُ وبَارَكَ فيكَ.

(قلتُ) : وَمعنى بَرَكةِ الله: علوٌّ على كل حالٍ، وأصل البَرَكة: الزِّيَادَة والنماءُ.

والتَّبْرِيكُ: الدعاءُ للإنسانِ وَغَيره بالبَرَكةِ.

يُقَال: بَرَّكْتُ عَلَيْهِ تَبْرِيكاً أَي قلتُ: بَارَكَ الله عليكَ.

وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} (هود: ٧٣) قَالَ: البَرَكاتُ: السَّعَادَة.

قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ قولُه فِي التَّشَهُّد: (السَّلَام عَلَيْك أَيها النَّبِي ورحمةُ الله وبركاتُه) ، لأنّ منْ أَسْعَدَه الله بِمَا أسعدَ بِهِ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله فقد نَالَ السَّعَادَة، الْمُبَارَكَة الدائمة.

(عَمْرو عَن أَبِيه) : بُرَكُ: اسمُ ذِي الحِجَّة، قَالَ: والبُرَك والبَارُوكُ: الكابوسُ وَهُوَ النَّيْدُلَانُ.

وَقَالَ الْفراء، يُقَال: كِساءٌ بَرَّكانيٌّ وَلَا تقلُ: برْنَكَانيٌّ.

وبَرْكُ الشتاءِ: صدرهُ، وَقَالَ الكميتُ:

واحْتَلَّ بَرْكُ الشتاءِ منزلهُ

وباتَ شيخُ العيالٍ يصطلبُ

قَالَ: أَرَادَ وَقت طلوعِ العَقْرَبِ، وَهُوَ اسمٌ لعدةِ نجومٍ، مِنْهَا الزُّبانَى والإكليلُ والقَلْبُ، والشَّوْلة وَهِي تَطلعُ فِي شدّةِ البردِ.

وَيُقَال لَهَا: البُرُوك، والجُثُوم، يَعْنِي الْعَقْرَب.

وَيُقَال: للجماعةِ يَتَحَّملون حَمالةً: بُرْكة وجَمَّةٌ، والحَمالةُ نفسُهَا تسمَّى بُرْكةً.

(عَمْرو عَن أَبِيه) : البَرِيكُ: الزُّبدُ بالرُّطَبِ.

ويقالُ: أَبْرَكْتُ النَّاقَةَ فَبَركَت بُرُوكاً.

والتَّبرَاكُ بِفَتْح: التَّاء البُرُوكُ. وَقَالَ جرير:

لقد قَرِحَتْ نَغانغُ رُكْبَتيْهَا

من التّبْرَاكِ ليسَ من الصَّلاةِ

وأمَّا تِبْرَاكُ بِكَسْر التَّاء فَهُوَ موضعٌ، وَلَا ينصرفُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>