للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاقَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الصُعُد شجر يذاب مِنْهُ القار. وَقَالَ غَيره: التصعيد: الإذابة، وَمِنْه قيل: خَلّ مُصَعَّد وشراب مصعَّد إِذا عولج بالنَّار حَتَّى يَحُول عمَّا هُوَ عَلَيْهِ، لوناً وطعماً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا وَلَدت النَّاقة لغير تَمَام وَلكنهَا خَدَجت لسِتَّة أشهر أَو سَبْعَة فعُطفت على ولدِ عامِ أوَّلَ فَهِيَ صَعُود. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّعُود: النَّاقة يَمُوت حُوارها فترجع إِلَى فَصِيلها فتدُرّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ أطيب لِلبنها. وَأنْشد:

لَهَا لبن الخليَّة والصَّعُود

قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه الأصمعيّ، سَماع من الْعَرَب، وَلَا تكون صَعُوداً حَتَّى تكون خادِجاً. أَبُو عبيد: الصَّعْدة: الأَلَّة، وَهِي نَحْو مِن الْحَرْبة أَو أَصْغَر مِنْهَا. وَقَالَ النَّضر: الصَّعْدة: القَنَاة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الْقَنَاة المستوية تنْبت كَذَلِك لَا تحْتَاج إِلَى التثقيف، وَكَذَلِكَ من القَصَب، وَجَمعهَا الصِّعَاد. وَأنْشد:

صَعْدة نابتة فِي حائر

أَيْنَمَا الريحُ تُمَيِّلْها تمِلْ

وَقَالَ آخر:

خرير الرّيح فِي قَصَب الصِّعَاد

قَالَ: والصَعْدة من النِّسَاء: المستقيمة كَأَنَّهَا صَعْدة قَناةٍ، وجَوَارٍ صَعْدات، خَفِيفَة لِأَنَّهُ نعت. وَثَلَاث صَعَدات لِلقنا مثقَّلة لِأَنَّهُ اسْم. وَقَالَ ابْن شُمَيل: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خرج على صَعْدة يتبعهَا حُذَاقِيّ. قَالَ: الصَعْدة: الأتَان الطَّوِيلَة، والْحُذَاقِيّ: الْجَحش. وَقَالَ الأصمعيّ: الصُّعَداء: هُوَ التنفّس إِلَى فَوق، مَمْدُود. وَقَوْلهمْ: صنع أَو بلغ كَذَا وَكَذَا فَصَاعِدا أَي فَمَا فَوق ذَلِك: وعُنُق صاعد أَي طَوِيل. وَيُقَال: فلَان يتبع صُعُداء مَعْنَاهُ أَنه يرفع رَأسه وَلَا يطأطئه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للناقة: إِنَّهَا لفي صعيدة بازلَيها أَي قد دنت ولَمَّا تَبْزُل، وَأنْشد:

سَدِيس فِي صَعِيدة بازلَيها

عَبَنَّاة وَلم تَسِق الْجَنِينا

زِيَادَة من غير خطّ المصنِّف:

والصُّعْدُد: الصُّعُود وَهِي المشَقَّة، قَالَ:

أغشيتَهم عَوْصاء فِيهَا صُعْدُد

أُردِف فِي آخِره دَال، كَمَا أُردف فِي دُخلل الرجل أَي دخيله وبِطانته. والصَّعُوداء: الثنِيَّة الصعبة. وَقَالَ ابْن مقبل:

وحدَّثته أَن السَّبِيل ثنِيَّة

صعوداء يَدْعُو كل كهل وأمردا

وَفِي نَفسه وصدره صَعْداء أَي مَا يتصاعده ويتكاءده، قَالَ الهذليّ:

وَإِن سيادة الأقوام فَاعْلَم

لَهَا صَعْداء مَطْلَعُها طَوِيل

والصُّعَداء: الِارْتفَاع. ومثاله من المصادر المُضَواء من المضيّ، والمُطَواء من التمطّي، والثُّوبَاء من التثاؤب، والغُلَواء من الغلوّ، قَالَ ذُو الرمّة:

قطعت بنهَّاض إِلَى صُعَدائه

إِذا شمَّرت عَن سَاق خِمْس ذلاذلُه

والصَعْد: الْجَبَل الطَّوِيل، قَالَ:

وَلَقَد سموتُ إِلَيْك من جبل

دون السَّمَاء صَمَحْمَح صَعْدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>