للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقولُ لأهْل الشّعب إِذْ يَيْسرُونني

ألم تَيْأَسُوا أَنّي ابنُ فارسِ زَهْدَمِ

إِنَّه من المَيْسر أَي تجتزرونني وتقتَسِمُونني وجَعل لَبيدٌ الجزورَ مَيْسِراً فَقَالَ:

واعفُفْ عَن الجاراتِ وام

نَحْهُنَّ مَيْسِرَك السَّمِينَا

وَقَالَ القُتَيْبيّ: المَيسر: الجَزُور نفسُه؛ سمِّي مَيْسِراً لِأَنَّهُ يجزَّأُ أَجْزاء؛ فَكَأَنَّهُ موضعُ التّجزئة، وكلّ شَيْء جزّأتَه فقد يَسرْته، والياسِر: الجازِر. لِأَنَّهُ يُجَزِّىء لحمَ الْجَزُور.

وَهَذَا الأَصْل فِي الياسر.

ثمَّ يُقَال للضاربين بِالْقداحِ والمغامرين على الْجَزُور: ياسرون لأَنهم جازرون: إِذْ كَانُوا سَببا لذَلِك.

أَبُو عُبيد عَن أَبي عَمْرو: اليَسَرة: وَسْمٌ فِي الفَخِذَين. وجمعُها أَيْسَار.

وَمِنْه قَول ابْن مقبل:

على ذَات أيسار كَأَن ضلوعها

وأحناءها الْعليا السّقيف المشبّح

يَعْنِي الوسم فِي الفخذين. وَيُقَال: أَرَادَ قَوَائِم ابْنه.

وَقَالَ غَيره: يَسَراتُ البعيرِ قوائمُه، وَقَالَ ابْن فَسْوَة:

لَهَا يَسَراتٌ للنَّجَاءِ كأَنّها

مَواقِعُ قَيْنٍ ذِي عَلاةٍ ومِبْرَدِ

قَالَ: شبَّه قوائِمَها بمطَارقِ الحَدّاد.

أَبُو عُبيد: يَسَّرَت الغَنَمُ: إِذا كَثُرت وكَثُرَ ألبانُها ونَسْلُها، وأَنشَد:

هُما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ وإنّما

يَسُودانِنا أنْ يَسَّرَتْ غَنَماهُمَا

حُكي ذَلِك عَن الْكسَائي. وَيُقَال: مَيْسَرة ومَيْسُرة: لليسار الْغَنِيّ.

أسر: فِي (كتاب الْعين) : شمر: الأُسرة: الدِّرع الحصينة؛ وَأنْشد:

والأسْرَة الحصداءُ والبَيْضُ

المكلَّلُ والرِّماح

وَقَالَ الفرّاء: أسَرَه الله أحْسن الأسْرِ، وأَطَرَه الله أحْسن الأطْر، ورجُلٌ مأسورٌ ومَأْطور: شديدٌ.

وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا أَحْسن مَا أسر قَتَبَهُ: أَي: مَا أحْسن مَا شَدَّه بالقِدّ، والقِدُّ: الَّذِي يُؤْسَرُ بِهِ القَتَب يُسمى الإسار، وجمعُه أُسُرٌ. وقَتَبٌ مَأْسور، وأَقْتَاب مآسيرٌ.

وَقيل للأسير من العَدُو: أَسير، لِأَن آخِذه يستوثق مِنْهُ بالإسار. وَهُوَ القِد لِئَلَّا يُفلت.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجمع الْأَسير أسرى. قَالَ: وفَعْلَى جمعٌ لكل مَا أصيبوا بِهِ فِي أبدانهم أَو عُقُولهمْ، مثل: مَرِيض ومرضى. وأحمق وحمقى، وسكران وسكرى.

قَالَ: وَمن قَرَأَ: {أُسَارَى} و (أُسَارَى) (الْبَقَرَة: ٨٥) فَهُوَ جمعُ الْجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>