للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتوطَّنَتْ، أَي حَمْلتُها فذَلَّتْ، وَقَالَ كُثَيّر:

وقلتُ لَهَا يَا عَزُّ كلُّ مصيبَةٍ

إِذا وُطِّنتْ يَوْمًا لَهَا النفسُ ذَلّتِ

أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: هُوَ المَيْدَان والمِيطان بِفَتْح الْمِيم من الأوَّل وكسرِها من الثَّانِي: وَرَوَى عَمرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: هِيَ المَياطِين والمَيادِين.

نوط نيط: قَالَ اللَّيْث: النَّوْط مصدرُ ناط يَنُوط نَوْطاً، تَقول: نُطْتُ القِرْبةَ بنِياطها نَوْطاً.

أَبُو عُبيد: النَّوْطُ: الجُلّةُ الصَّغِيرَة فِيهَا التَّمر، رَوَاهُ عَن أبي عَمرو، وسمعتُ البَحْرانِيِّينَ يُسمُّون الجِلالَ الصِّغار المكنوزة بِالتَّمْرِ الَّتِي تُعلَّق بعُراها من أَقْتاب الحَمولة نِياطاً، واحدُها نَوْط.

وَفِي الحَدِيث: (أنّ وَفْدَ عبد الْقَيْس قَدِموا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَهدَوا لَهُ نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَرَ) ، أَي أهْدَوا لَهُ جُلَّةً صَغِيرَة من تَمْر التَّعْضُوض، وَهُوَ من أسرَى تُمْرَان هَجَرَ أَسْود جَعْدَ لَحيم عَذْب الطَّعم شَدِيد الْحَلَاوَة. وَقَالَ اللَّيْث: النِّياط عِرْقٌ غَلِيظٌ قد عُلِّق بِهِ القَلْب من الوَتِين وجمعُه أَنْوِطَة فَإِذا لم تُرِد العَدَدَ جَازَ أَن تَقول: للْجمع: نوطٌ لأنّ الْيَاء الَّتِي فِي النِّيَاط واوٌ فِي الأَصْل، وَإِنَّمَا قيل لبُعْدِ الفَلاة: نِيَاط لأنّها مَنُوطةٌ بفَلاةٍ أُخْرَى تَتَّصِل بهَا.

وَقَالَ رؤبة:

وبلدةٍ بَعيدةِ النِّياطِ

وَيُقَال: انتاطَتْ الْمَغَازِي أَي بَعُدَتْ، من النَّوط، وانْتَطَتْ جائزٌ على الْقَلْبِ. قَالَ رؤبة:

وبلدةٍ نِياطُها نَطِيُّ

أَرَادَ نَيِّطٌ فَقلب، كَمَا قَالُوا: فِي جمع قَوْسٍ قِسِيّ.

وَقَالَ الْخَلِيل: المدّاتُ الثلاثُ مَنُوطات بِالْهَمْز، وَلذَلِك قَالَ بعضُ الْعَرَب فِي الْوُقُوف: أفْعَلِىءْ وأَفْعَلَأْ وأفْعَلؤْ فهَمَزوا الألفَ وَالْيَاء وَالْوَاو حِينَ وَقفوا.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّنَوُّطُ طَيرٌ واحدتُها تَنَوُّطة، وَيُقَال: تُنَوِّط، واحدتها تُنَوِّطةٌ.

قَالَ الأصمعيّ: وإنَّما سُمِّيَ تنَوّطاً لأنَّه يُدَلِّي خُيوطاً من شجرةٍ ثمَّ يُفرخُ فِيهَا.

وَقَالَ أَبُو زيد: نَحْو ذَلِك.

شَمِر عَن ابنَ الْأَعرَابِي: بِئْر نَيِّط إِذا حُفِرَتْ فأتَى الماءَ من جانبٍ مِنْهَا فَسَالَ إِلَى قَعْرِها، وَلم تَعِنْ من قعرها بِشَيْء، وَأنْشد فَقَالَ:

لَا تَسْتَقِي دِلاؤُها من نَيِّطِ

وَلَا بَعيدٍ قَعْرُها مَخْرَوِّطِ

وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: النَّيِّط: المَوْت، والنَّيِّط: العَيْن فِي الْبِئْر قبل أَن تصلَ إِلَى القَعْر.

وَقَالَ أَبُو عبيد: بعيرٌ مَنُوطٌ، وَقد نِيطَ: لَونه نَوْطةٌ إِذا كَانَ فِي حَلْقِه وَرَم، وَرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>