للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَول الشَّاعِر:

إِن الْفَتى حَمَّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ

ليْس الْفَتى بِمُنعَّم الشُّبانِ

وَقَالَ ابْن هَرْمة:

قد يُدْركُ الشَّرَفَ الْفَتى وَرِدَاؤُهُ

خَلَقٌ وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ

وَقَالَ الْأسود بن جَعْفَر:

مَا بَعدَ زيدٍ فِي فتاةٍ فُرِّقوا

قتْلاً وسَبْياً بعدُ طولِ تآدِي

وَقَبله:

فِي آلِ عَوْفٍ لَو بَغَيتَ لي الأَسَى

لَوجدتُ مِنْهُم أُسْوَةَ العُوَّاد

فتخيَّروا الأرضَ الفضاءَ لِعِزّهم

ويزيدُ رافِدُهم على الرُّفَّاد

وَيُقَال: أفتى الرجلُ فِي الْمَسْأَلَة واسْتفتيتَه فأفتاني إِفْتَاء، وفُتْياً وفَتْوَى اسمان من أَفتَى توضعان مَوضِع الْإِفْتَاء.

وَيُقَال: أَفتيتُ فلَانا فِي رؤْياً رَآهَا، إِذا عَبَرْتَها لَهُ، وأفتيتُه فِي مَسْأَلته إِذا أَجَبْتُه عَنْهَا.

وَفِي الحَدِيث: أَن قوما تَفاتوا إِلَيْهِ، مَعْنَاهُ تحاكموا.

قَالَ الطرماح:

أنِخْ بِفنَاء أشْدَقَ من عَدِيَ

وَمن جرم، وهم أهل التَّفاتي

أَي التحاكم، وأصل الْإِفْتَاء والفُتْيا تَبْيِين الْمُشكل من الْأَحْكَام، أَصله من الفتيِّ، وَهُوَ الشَّاب الْحَدث الَّذِي شب وقَوِيَ فَكَأَنَّهُ يُقوِّي مَا أشكل ببيانه، فيشب وَيصير فَتِياً قَوِيا، وَأفْتى الْمُفْتِي إِذا أحدث حكما.

قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هَؤُلَاءِ قومٌ من بني حَنظَلَةَ. خَطبَ إِلَيْهِم بعضُ الْمُلُوك جَارِيَة يُقَال لَهَا: أمّ كَهْف فَلم يُزَوِّجوه فغَزَاهم وأجلاهم عَنْ بِلَادهمْ.

وَقَالَ أَبوهَا:

أَبَيتُ أَبَيْتُ نِكاحَ الْمُلُوك

لأنِّي امرؤٌ مِن تَمِيم بن مُرْ

أَبيتُ اللِّئامَ وأَقْليهِمُ

وَهل يُنكحُ العبدَ حرُّ بن حُرْ

وَقَوله تَعَالَى:

{شِهَابٌ} (الصافات: ١١) أَي سَلْهُمْ.

وَيُقَال للْعَبد فَتى وللأمة فتاةٌ.

وَقَالَ لِفتيانِه: أَي لممالكيه وقُرِىء (لِفتيته) .

ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يَقولَنَّ أحدكُم عبْدي وأَمتِي، وَلَكِن لِيَقُلْ فتايَ وفَتاتِي) .

وسمَّى الله جلّ وعزّ صَاحب مُوسَى الَّذِي صَحبه فِي الْبَحْر، فَتاهُ لِأَنَّهُ كَانَ يخدُمه فِي سَفَره.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى:

<<  <  ج: ص:  >  >>