للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العَنْزُ، وَجُودُها أَنَّهَا تُدْعى للحَلَب وَهِي تَعْتَلِف فَتُلقِي مَا فِي فِيها وتُقْبل إِلَى الحالب لتُحْلَبَ وَهَذَا التَّفْسِير لَيْسَ عَن أبي زيد.

قلت: واللَّفْظُ لفظ الْكَلَام. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: ١٨) وَيُقَال: لَفَظَ فلانٌ عَصْبَه إِذا ماتَ، وعَصْبُه ريقُه الَّذِي عَصَبَ بِفِيهِ أَي غَرِيَ بِهِ فَيَبِسَ.

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: اخْتلفُوا فِي قَوْلهم: أَسْمَحُ من لافِظةٍ.

فَقَالَ الْمفضل: هُوَ الدِّيك.

وَقَالَ غَيره: العَنْزُ.

وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الرحَى، وَيُقَال: هُوَ الْبَحْر لِأَنَّهُ يقذف كل مَا فِيهِ.

ظ ل ب: أهْمِلتْ وجوهها.

ظ ل م

ظلم، لمظ: (مستعملة) .

(ظلم) : سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} (الْبَقَرَة: ٢٠) فِيهِ لُغَتَانِ: أَظْلَمَ. وظَلِم. بِغَيْر ألف.

وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي ليَالِي الشَّهْر بعد الثلاثِ البيضِ ثَلاثٌ دُرَعٌ وثَلاثُ ظُلَمٌ، قَالَ: والواحدةُ من الدُّرَع، والظُّلَمِ دَرْعاء وظَلْماء.

وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم وَعَن أبي الْعَبَّاس المبرّد أَنَّهُمَا قَالَا: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلمِ دُرْعَةٌ وَظُلْمة، قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَاه هُوَ القِياسُ الصحيحُ، وَيجمع الظُّلَمةُ ظُلَمٌ وظُلْمات وظُلُمات.

وَقَالَ اللَّيْث: الظُّلْمةُ ذَهابُ النُّور، وَجمعه الظلَم، قَالَ: والظَّلامُ اسْم لذَلِك، وَلَا يُجمع، يَجْرِي مَجرى الْمصدر كَمَا لَا يجمع نظائرُه نَحْو السوَاد وَالْبَيَاض. قَالَ: وَلَيْلَة ظَلماءُ، وَيَوْم مُظلم شديدُ الشَّرّ، وأَظلم فلَان علينا البيتَ: إِذا أسمعك مَا تكره، قلت: أَظلم يكون لازِماً وواقعاً، وَكَذَلِكَ أَيْضا يكون بالمعنيين أَضاء السراجُ بِنَفسِهِ بِمَعْنى ضاء، وأَضاء السراجُ الناسَ، وأَضأْتُ السراجَ فأَضاء وضاء، وَيُقَال: ظلمه يَظْلمه ظَلماً وظُلماً فالظَّلْم مصدرٌ حَقِيقِيّ، والظُّلمُ الِاسْم يَقوم مقَام الْمصدر، وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الشَّبهِ: من أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَلَم.

قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا ظَلَم أَي مَا وَضَع الشَّبَه فِي غير مَوْضِعه، قَالَ: وأصل الظُّلم وَضعُ الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه.

وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

١٧٦٤ - اْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (النَّحْل: ١١٨) قَالَ مَا نَقَصُونا شَيْئا بِمَا فعلوا وَلَكِن نَقَصُوا أنفسهم، قَالَ: وَالْعرب تَقول ظَلَمَ فلانٌ سِقَاءه إِذا سقَاهُ قبل أَن يُخْرَجَ زُبْدُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>