للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يبشر مستعلياً بَائِن

من الحالبَينِ بِأَن لَا غرارا

ويُقال: اعلُ الوسادة أَي اقعد عَلَيْهَا، وأَعْلِ عَنْهَا أَي انْزِلْ عَنْهَا. وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي لامْرَأَة من الْعَرَب عُنِّن عَنْهَا زوجُها:

فقدنك من بعل علام تدكُّني

بصدرك لَا تغني فتيلا وَلَا تُعلِي

أَي لَا تَنزِل وَأَنت عَاجز عَن الْإِيلَاج. وَيُقَال: فلَان غير مؤتل فِي الْأَمر، وَغير مُعْتلٍ أَي غير مقصِّر. وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس بَيت طُفيل:

وَنحن منعنَا يَوْم حَرْس نساءكم

غَدَاة دَعَانَا عَامر غير مُعتل

وَقَالَ الْفراء: هُوَ عُلْوان الْكتاب وعُنوانه.

وَقَالَ اللحياني: عَلْونت الْكتاب عَلْونة وعلوانا، وعنونته عنونة وعنواناً.

وَقَالَ أَبُو زيد: عُلْوان كل شَيْء: مَا علا مِنْهُ، وَهُوَ العُنْوان. وَأنْشد:

وحاجة دون أُخْرَى قد سمحتُ بهَا

جَعلتهَا للَّذي أخفيت عنواناً

أَي أظهرت حَاجَة وأخفيت أُخْرَى. وَهِي الَّتِي أُريغ، فَصَارَت هَذِه عنواناً لما أردْت.

وَقَالَ أَبُو سعيد: هَذِه كلمة مَعْرُوفَة عِنْد الْعَرَب: أَن يَقُولُوا لأهل الشّرف فِي الدُّنْيَا وَالثروَة والغنى: أهل عليين. فَإِذا كَانُوا متّضعين قَالُوا: سِفليُّون. والعِلِّيُّون فِي كَلَام الْعَرَب: الَّذين ينزلون أعالي الْبِلَاد. وَإِن كَانُوا ينزلون أسافلها فهم سِفْليُّون. وَيُقَال هَذِه الْكَلِمَة تستعلي لساني إِذا كَانَت تعتزّه وتجري عَلَيْهِ كثيرا. وَتقول الْعَرَب: ذهب الرجل عَلَاء وعَلْواً، وَلم يذهب سُفْلاً إِذا ارْتَفع. وَفُلَان منِ علْية النَّاس لَا من سَفلتهم.

وَقَالَ اللَّيْث: الْفرس إِذا بلغ الْغَايَة فِي الرِّهَان يُقَال: قد استعلى على الْغَايَة. وَيُقَال: قد استعلى فلَان عَلَى النَّاس إِذا غلبهم وقهرهم وعلاهم قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (طاه: ٦٤) وَيُقَال: تعلَّى الْمَرِيض من عِلَّته إِذا أَفَاق مِنْهَا. ويَعْلى: اسْم رجل. وتَعْلى: اسْم امْرَأَة.

لعا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: كلبة لَعْوة، وذِئبة لَعْوة، وَامْرَأَة لَعْوة: يُعنى بكلّ ذَلِك الحريصة الَّتِي تقَاتل على مَا يُؤْكَل. والجميع اللَعَوات واللِّعاء. قَالَ: وَيُقَال للعسل وَنَحْوه إِذا تعقّد: قد تَلعّى. ولَعاً: كلمة تقال للعاثر.

أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا دُعي للعاثر قيل: لعاً لَك عَالِيا، وَمثله دع دع.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من دُعَائِهِمْ: لالعاً لفُلَان أَي لَا أَقَامَهُ الله، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى يصف نَاقَة لَهُ نجيبة:

بِذَات لوث عفرناة إِذا عَثَرت

فالتعس أدنى لَهَا من أَن تَقول لعا

وَأنْشد غَيره لرؤبة:

وَإِن هوى العاثرُ قُلْنَا دَعْ دَعَا

لَهُ وعالينا بتنعيش لعا

وَالْعرب تَدْعُو عَلَى العاثر من الدوابّ إِذا

<<  <  ج: ص:  >  >>