للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن عمران بن مخزوم خال أبي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فتناول من الكعبة حجرًا فوثب في يده حتى رجع إلى موضعه، فقال: يا معشر قريش، لا تُدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبًا، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس. فاتفقوا على ذلك فقصرت بهم النفقة أن يبنوها على قواعد إبراهيم (١).


(١) «سيرة ابن هشام» (٢/ ١٥) بتصرف، ط دار الجيل، وهذه القصة أخرجها ابن إسحاق في «مغازيه» (٢/ ٤٨)، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح أنه حُدث عن عبد الله بن صفوان بن أمية أنه رأى ابنًا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب، فقال عبد الله بن صفوان: إن جده - يعني أبا وهب - هو الذي أخذ من الكعبة حجرًا … وحكى القصة. وهذا السند منقطع كما لا يخفى، فعبد الله بن أبي نجيح لم يسمع من عبد الله بن صفوان، إلا أن هذه القصة يشهد لأصلها ما أخرجه البخاري (١٥٨٤)، ومسلم (٣٣١٣) في صحيحيهما من حديث عائشة ـ رضى الله عنهاـ أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجدار أمن البيت هو؟ قال: «نعم» قلت - عائشة أم المؤمنين -: فما لهم لم يُدخلوه في البيت؟ قال: «إن قومك قصرت بهم النفقة».
وقد نقل ابن حجر رحمه الله عن سفيان بن عيينة أنه روى في جامعه عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه أنه شهد عمر بن الخطاب أرسل إلى شيخ من بني زهرة أدرك ذلك، فسأله عمر عن بناء الكعبة فقال: إن قريشًا تقربت لبناء الكعبة - أي بالنفقة الطيبة - فعجزت فتركوا بعض البيت في الحجر، فقال عمر: صدقت. «الفتح» (٤/ ٢٦٣).
قلت (منصور): وهذا السند الذي نقله الحافظ ابن حجر صحيح.

<<  <   >  >>