للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا القول هو الصحيح في النص والقياس، وأما النص فللأحاديث الكثيرة فيه، وأما القياس فلأن جميع الأشربة المسكرة متساوية في كونها تسكر، والمفسدة الموجودة في هذا موجودة في هذا، والله تعالى لا يفرق بين المتماثلين بل التسوية بين هذا وهذا من العدل، والقياس الجلي، فتبين أن كل مسكر خمر حرام، والحشيشة المسكرة حرام، ومن استحل السكر منها فقد كفر، بل هي في أصح قولي العلماء نجسة كالخمر، فالخمر كالبول والحشيشة كالعذرة (١).

• شبهة والرد عليها:

يقول بعض الشباب المهتم بتجارة المخدرات: إن الله عز وجل لم يحرم في كتابه إلا الخمر فقط وهي التي تُتخذ من العنب.

يجاب عليه بما سبق من الأحاديث والتي فيها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مسكر حرام» (٢)، ثم إن الخمر تطلق على كل ما خامر العقل، ففي الحديث أن عمر -رضي الله عنه- قال على منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما بعدُ أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر


(١) «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية (٢/ ٤٢٣).
(٢) صحيح: وقد تقدم قريبًا.

<<  <   >  >>