للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمعتُ الشيخَ أبا بكرٍ يقول: رأيت في منامي كأني في دارٍ فيها عُمَر، وقد اجتمع الناسُ عليه يسألونه المسائل، فأشار إليَّ أن أجِيبَهم، فما زِلْتُ أُسأل وأَجيب وهو يقول لي: أَصَبْتَ، امضِ، أَصَبْتَ، امضِ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، ما النَّجاةَ مِنَ الدُّنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصْبعه: الدُّعاء، فأعدت عليه السؤال، فَجَمَع نَفْسَه كأنَّه ساجدٌ لخضوعه. ثم قال: الدُّعاء.

وسمعته يقول: رأيت في منامي كأني في دار وأنا أظن أن أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه فيها، فدخلت وفي الدار بستان أردت دخوله، فاستقبلني أبو بكر الصديق رضي الله عنه فعانقني وقبّل وجهي ودعا لي، وهذا عند ابتدائي في تصنيف كتاب "الفضائل".

وسمعته يقول: لما فرغت من تصنيف كتاب "الفضائل" رأيت في المنام كأني خارج من منزل شخص - ذَكَرَه - واستقبلني النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر وعمر وعثمان أو علي رضي الله عنهم - أحدهما فإني شككت ولم أَشُكَّ في أنهم كانوا أربعة -، فتقدّمت فسلَّمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فردَّ عليَّ السلام، ثم تقدّمت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقبّل بين عينيّ وقال: جزاك الله عن نبيّه خيرًا وعنّا خيرًا، قال أبو بكر (١): فأخرجت خاتمي هذا من أُصبعي وجعلته في أصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم نزعته فجعلته في أصبع أبي بكر ثم إلى آخر الأربعة، ثم قلت: يا رسولَ الله قد عظمت بركة هذا الخاتم إذ دخل أصابعكم؛ ثم انتبهت.

وقد كان الشيخ أوصى أن يُدْفَن ذلك الخاتم معه.

وكَتَبَ علي بن أبي هريرة إلى نيسابور ليُكتب له "فضائل الأربعة" وكتاب "الأحكام"، فكُتِبَ وحُمِلَ إلى مدينة السلام (٢) فأكثر الثناء عليه.

ومصنفاته في الفقه من أدل الدليل على علمه، ومصنفاته في الكلام لم يسبقه إلى مثلها أحد من مشايخ أهل الحديث.

سمعته وسُئِل عن حديث ابن عباس؛ أنَّ رجلين صلَّيا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما: "أعيدا وضوءكما"، قالا: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "اغتبتما فلانًا" (٣). قال (٤):


(١) صاحب الترجمة.
(٢) أي: مدينة بغداد.
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٣٠٣/ ٦٧٢٩).
(٤) أي صاحب الترجمة.

<<  <   >  >>