للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحافظ في مصنفاته، وأبو الحسين الحجاجي، ومشايخنا رضي الله عنهم.

[د] سمعت أبا محمد عبد الله بن إسماعيل يقول: [قال أبي]: (١) لما توفي أبي عبدُ الله بن ميكال، أمر أمير المؤمنين أن أُقَلَّد الأعمال التي كان يتقلَّدها أبي، فأمر لي باللواء والخِلعة، وأخرج في ذلك خادمًا من خواصَّ الخدم، وكُوتِبت فيه، فبكيت واستعفيت، والناسُ يتعجبون من ذلك، وقلت: لي بخراسان معاشٌ أرجع إليه، فلما انصرفت إلى نيسابور، جاءني أبو نصر بن أبي حية غداة جمعة، فقال: ينبغي أن تتأهّب للركوب إلى الرئيس أبي عمرو الخفاف، فإن هذا رسم مشايخ البلد معه، فركبت معه إليه، فلم يتحرك لي، فخرجت من عنده وأنا أبكي، فقال لي أبو نصر: ما الذي أبكاك؟ فقلت: سبحان الله، رددت على المقتدر لواء الولاية بفارس وخوزستان، وانصرفت إلى نيسابور حتى أزور أبا عمرو الخفاف فلم يتحرك لي، فقال لي: لا تغتم بهذا، واعمل على الخروج إلى هَراة، فإن والي خراسان أحمد بن إسماعيل بها، وإذا رآك وضربك بالصولجان وعلم محلَّك، أجلسك على رقاب كل مَن بنيسابور. فتأهّبتُ وأصلحت هديةً له، وخرجت إلى هَراة، فوصلت إلى خدمة السلطان، ورضي خدمتي ودعاني إلى الصولجان، ورضي مقامي، فلما استأذنت للانصراف، عرض عليَّ أعمالًا جليلة فامتنعت عنها (٢)، فزوَّدني بجهاز وخِلع، وكان الأمر على ما ذكره أبو نصر بن أبي حية.

[د] وسمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول: قال لي الوزير أبو جعفر أحمد بن الحسين العُتبي: لما أجلسني الأمير الرشيد هذا المجلس؛ نظرت إلى جميع أهل خراسان ممن يُؤَهَّل للجلوس معي في مجلس السلطان أيّده الله، فلم أجد فيهم أَجَلَّ من أبي العباس بن ميكال، فسألت السلطان استحضاره، فلما حضر امتنع من تقلّد العمل، فقلت له: ديوان الرسائل هو مثل قضاء القضاة، أمرٌ منوطٌ بالعلم والعلماء، فتقلَّد ديوان الرسائل، فصار جليسي في مجلس السلطان، وكان على كُرهٍ من أبي العباس.


(١) سقطت من معجم الأدباء، وهي ضرورية لسياق النص، فأبا محمد هو ابن أبي العباس صاحب الترجمة، وجدّه عبد الله بن ميكال، أضِف أن ياقوتًا ينقل أخبار أبي العباس فقط في جميع الترجمة (ص ٥ - ١٠).
(٢) نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٥٧) عن الحاكم قال: عُرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.

<<  <   >  >>