للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والتاريخ - في اللغة - الإعلام بالوقت. يُقال: أرّخت الكتاب وورّخته، أي: بيّنت وقت كتابته (١).

والتاريخ - في الاصطلاح - التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة وعقل وبدن ورحلة وحج وحفظ وضبط وتوثيق وتجريح وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم (٢). وهذا محتوى كتابنا "تاريخ نيسابور" (٣).

ونيسابور هي المركز الرئيس لإقليم خراسان الذي يقع - حاليًا - في الزاوية الشمالية الغربية من إيران على حدود روسيا وأفغانستان. وقد ذكرها ياقوت الرومي في معجم البلدان (٥/ ٣٣١) فقال: "هي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة، معدن الفضلاء ومنبع العلماء، لم أرَ فيما طَوّفْتُ من البلاد مدينة كانت مثلها … وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، والأمير عبد الله بن عامر بن كُرَيز في سنة إحدى وثلاثين صلحًا وبنى بها جامعًا، وقيل إنها فُتِحَت في أيام عمر - رضي الله عنه - على يد الأحنف بن قيس، وإنما انتقضت في أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية.

… وقال أبو العباس الزوزني - المعروف بالمأموني -:

ليس في الأرض مثل نيسابور … بلدٌ طيبٌ وربٌّ غفور

وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يُحْصى". اهـ.

وذكر السمعاني في الأنساب (مادة: النيسابوري) - نقلًا عن أبي حاتم سهل بن محمد - أنَّه إنما قيل لها نيسابور، لأنَّ سابور مَرَّ


(١) الإعلان بالتوبيخ (ص ١٤) للسخاوي.
(٢) الإعلان بالتوبيخ (ص ١٧) للسخاوي.
(٣) انظر دراسة تفصيلية حول محتوى "تاريخ نيسابور" في فصل (مؤلفات الحاكم) (ص ٨٢).

<<  <   >  >>