واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة، ذكره في الشرق كذكره في الغرب، مقدم في مذاكير الأئمة وكثرة التصنيف، توفي رضي الله عنه الخامس عشر من جمادى الأولى لسنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر.
قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة، ذكره بالشرق كذكره بالغرب، مقدَّم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد.
[ب ك ق][ت ظ] سمع بنيسابور إبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين الصفار - صاحب يحيى بن يحيى - وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وعبد الله بن شيرويه، وبهراة - وهي أول رحلته - أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن، وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران بن موسى وأقرانه، وببغداد عبد الله بن ناجية والقاسم بن زكريا المطرز وأقرانهما، وبالكوفة محمد بن جعفر الكوفي القتات، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي وزكريا الساجي، وبالأهواز عبد الله بن أحمد عبدان، وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان، وبالجزيرة من أبي يعلى الموصلي "المُسْنَد" من أوله إلى آخره، ودخل الشام فكتب بها عن أصحاب إبراهيم بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل والمعافى بن سليمان، وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي، وبمكة عن المفضل بن محمد الجَنَدي، وبأصبهان محمد بن نصير.
[ب ك ق][بلد ش] وعُقِد له مجلس الإملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ستين سنة، فإن مولده كان سنة سبع وسبعين، ثم لم يزل يحدَّث بالمصنفات والشيوخ بقية (١) عمره.
[ب ك س] سمعت أبا علي الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الصاغة وفي جوارنا بباب معمر فقيه كرامي يُعرف بالولي، فكنت أختلف إليه بالغدوات وآخذ عنه الشيء بعد الشيء من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف إلى الولي وبنيسابور من العلماء والأئمة عدة، فقلت له: إلى مَنْ أختلف؟ قال: إلى إبراهيم بن أبي طالب.
[ب ك ص][س] فأول ما اختلفت في طلب العلم إلى إبراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين