للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي، فكنت أختلف إليه وأكتب عنه الأمالي، فحدَّث يومًا عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا: لِمَ لا تخرج إلى هَراة؟ فإنَّ بها شيخًا ثقة يحدَّث عن إسماعيل بن أبي أويس، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هَراة وذلك في سنة خمس وتسعين ومائتين.

[ب ت] [س ش ظ] وقال: رحلت إلى هَراة في سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة الجمحي وهو يهدَّد وكيلًا له ويقول: واللَّهِ لأضحكن الحيطان من دمك، ثم قال - في آخر كلامه -: أتعود يا لُكَع؟ فقال الوكيل: لا، أصلحك الله. فقال: بل أنت لا أصلحك الله ولا بارك فيك، قُمْ عني.

[ب] وقال: انصرفت من هَرَاة وقد مات إبراهيم بن أبي طالب، فسمعت في تلك الأيام كتاب "الموطأ" من علي بن الحسين الصفار عن يحيى بن يحيى.

[ب] وقال: كنا بغزة على باب الحسن بن الفرج ونحن نسمع منه الموطأ عن يحيى بن بكير ومعنا جماعة من الغرباء من أهل مصر، فقلت لهم: أكثر "الموطأ" عندنا من رواية يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك، فاستحسنوا ذلك، فقالوا لي: هل عندك منه نسخة حتى نسمعها منك؟

[ب س ن] سألتُ (١) أبا علي عن الحسن بن الفرج الغزيَّ وسماعهم الموطأ منه، فقال: ما كان إلا صدوقًا، قلت: إن أهل الحجاز يذكرون أنه سمع بعض الموطأ فحدّث بالكل، فقال: ما رأينا إلا الخير، قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه في القراطيس (٢).

[ب] وقد كان أبو علي خرج من هراة إلى مروالروذ وكتب عن يوسف بن موسى المروروذي، وانحدر منها إلى مرو، ومنها إلى جرجان فجوّد عن عمران بن موسى، ثم انصرف من هناك إلى الحسن بن سفيان فسمع "مسانيد" ابن المبارك و"منتخب المسند" و"مسند" أبي بكر بن أبي شيبة، وانصرف إلى نيسابور.

[ب] وقال أبو علي: لما انصرفت إلى نيسابور سمعت "مسند" إسحاق بن راهويه من عبد الله بن شيرويه، ثم تأهبت للخروج إلى العراق والشام والحجاز.

[ب ك] وقال: استأذنت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في الخروج إلى العراق


(١) أي: الحاكم.
(٢) هذا النقل من لسان الميزان (٢/ ٢٤٤).

<<  <   >  >>