يحدّث عن هذا التستري، هذا كذاب يسرق الحديث، وإنما سرقه من عبدان.
[ب ك] وسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان، فقلت: الله الله تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري، عن جنادة (١)، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن الفضل، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي، حديث افتتاح الصلاة، فقال: يا أبا علي قد حلف الشيخ أن لا يحدَّث بهذا الحديث وأنت بالأهواز، فشقّ عليّ ذلك، فأصلحت أسبابي للخروج ودخلت عليه وودّعته، وشيعني جماعة من أصحابنا، ثم انصرفت واختفيت في موضع إلى يوم المجلس وحضرته متنكرًا من حيث لم يعلم بي أحد، فخرج وأملى الحديث من أصل كتابه وكتبته، وأملى غير حديث مما كان قد امتنع عليّ فيها، ثم بلغني بعد ذلك أن عبدان قال لبعض أصحابه: فوَّتنا أبا علي النيسابوري تلك الأحاديث، فقيل له: يا أبا محمد إنه كان في المجلس وقد سمع الأحاديث كلها، فتعجّب من ذلك.
[ب] وكان أبو علي يقول: كان عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث.
[ك] حضرنا مجلس الشيخ أبي بكر بن إسحاق، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم وأبو علي الحافظان حاضران، فأملى علينا الشيخ أبو بكر عن إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، عن أبي طاهر، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها كلها". فقال أبو عبد الله: يا أبا علي من قال عن يونس "فقد أدركها كلها"، فقال أبو علي: هذا لا نحفظه إلا من حديث عبيد الله بن عمر، عن الزهري، فقال أبو عبد الله: بلى؛ في حديث حرملة، عن ابن وهب، عن يونس:"فقد أدركها كلها"، فقال أبو علي: حدّثناه ابن قتيبة، عن حرملة ولم يقل فيه "كلها"، فقال أبو عبد الله: حدّث به مسلم بن الحجاج، عن حرملة، وقال فيه:"كلها". وجرى بينهما كلام كثير، وقام أبو عبد الله، وكان أبو علي يهابه هيبة الولد لأبيه، فلما كان المجلس الثاني عند الشيخ، حضرا جميعًا، وقعد أبو عبد الله عن يمينه، وأبو علي عن يساره، فأخرج أبو عبد الله كتاب مسلم بن الحجاج بخط