للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ك ص] فصحب أبا عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد مدة، ثم خرج فلقي شيوخ التصوف بالعراقين والشام.

[ك] وانصرف وكان له خرجات، وآخرهن استوطن بنيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، فبنى له دار التصوف ولزم المسجد وتخلّف عن الخروج.

[ك ص] واعتزل إلى أن توفي بنيسابور سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ودُفِن بقرب أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي.

[ك ص ش] سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: ورد أبو الحسن البوشنجي على أبي عثمان، فسُئِلَ أن يقرأ في مجلسه، فقرأ، فبكى أبو عثمان حتى غشي عليه، وحُمِل إلي منزله، فكان يُقال: قتله صوت البوشنجي، [فحملنا … من الدنيا] (١). ثم إن أبا عثمان توفي في تلك الليلة، وخرج البوشنجي إلى العراق.

[ك] سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي - الذي لم أرَ في أهل التصوف مثله - يقول: وردت نيسابور سنة ثمان وتسعين ومائتين، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل حي ومجالسه داره، فكنت أديم الاختلاف إليه وإلى أبي بكر محمد بن إسحاق، إلى أن خرجت إلى الحجاز وإلى الشام، وانصرفت إلى نيسابور، ومنها إلى بوشنج، فلمّا انتهى إلينا ما وقع بين مشايخ نيسابور من الخلاف خرجت من وطني حتى وردت نيسابور، فقصدت جنجروذ وجلست في مجلس أبي بكر محمد بن إسحاق، ثم صرت بعد الظهر إلى خان الحسين، وكان مجتمع الفقهاء عند أبي علي الثقفي للتدريس والإلقاء، فلما قمنا من المجلس اجتمع عليّ جماعة يسألوني عن تلك المسائل، فلم أتكلم فيها بقليل ولا كثير، فلما جنّ علينا الليل وأنا ثابت في خان الحسين كتبت على باب حانوت أبي علي الثقفي: (القول ما قاله أبو علي)، ثم نكرت وخرجت من البلد متوجهًا إلى الريّ، فلما وصلت إليها دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر وبين أصحابه، فقال: ما لأبي بكر والكلام إنما الأولى بنا وبه أن لا يتكلم فيما لم يتعلّمه، فخرجت من عنده حين (٢) دخلت على أبي


(١) ما بين معكوفتين جملة غير مفهومة تفرّد بنقلها ابن عساكر في تاريخه (٤١/ ٢١٣): فحملنا … في تلك الأيام قيل له أبو الحسن فقال لا السرب ما ضمنت له في قلبي شيء من عرار من الدنيا. اهـ.
(٢) هكذا في تاريخ دمشق، ولعلّها: حتى.

<<  <   >  >>