للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ص] وأحضر للتفقّه مجلس أبي علي الثقفي سنة ثلاث عشرة ومائة، وكان عمُّه أبو الطيِّب أحمد بن سليمان يمنعه عن الاختلاف إلا إلى أبي بكر بن خزيمة وأصحابه، فلما توفي أبو بكر،

[ي ص ش] طلب الفقه وتبحّر في العلوم قبل خروجه إلى العراق بسنين (١)، فإنَّه ناظر في مجلس الوزير أبي الفضل البلعمي سنة سبع (٢) عشرة وثلاثمائة، وهو إذ ذاك يقدَّم في المجلس، ويستعظم البلعمي كلامه، ثم خرج إلى العراق سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وهو إذ ذاك أوحد بين أصحابه، ثم دخل البصرة ودرس بها سنين، ثم استُدعي إلى أصبهان ونزلها سنين، فلما نُعِي إليه عمُّه أبو الطيِّب علم أن أهل أصبهان لا يخلونه ينصرف، فخرج منها مختفيًا منهم، فورد نيسابور في رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وهو على الرجوع إلى أهله وولده ومستقره من أصبهان، ولما وردها جلس لمأتم عمه ثلاثة أيام، فكان الشيخ أبو بكر بن إسحاق يحضر كل يوم فيقعد معه على قلة حركته وقعوده عن قضاء الحقوق، وكذلك كل رئيس ومرؤوس وقاضٍ ومفتٍ من الفريقين، فلما انقضت أيام العزاء عقدوا له المجلس غداة كل يوم للتدريس، وبين العشاءين للإلقاء، وعشيَّة الأربعاء للنظر، واستقرّت به الدار، ولم يبقَ في البلد موافق ولا مخالف إلا وهو مقر له بالفضل والتقدم، وحضره المشايخ مرة بعد أخرى يسألونه أن ينقل مَن خَلَّفهم وراءه بأصبهان، فأجاب إلى ذلك ودرّس وأفتى ورأس أصحابه بنيسابور اثنتين وثلاثين سنة.

[ي ص] سمع بخراسان أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس الثقفي، وأبا علي أحمد بن عمر بن يزيد المحمداباذي، وأبا العباس الأزهري، وأبا قريش الحافظ، وأبا العباس الماسرجسي، وأقرانهم.

[ي] وسمع بالعراق أبا عبد الله المحاملي القاضي، وأبا عبد الله محمَّد بن مخلد الدوري، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا بكر محمَّد بن القاسم ابن الأنباري، وأقرانهم.

[ي ص] وسمع بالرّي أبا محمَّد بن أبي حاتم، وأبا عبد الله أحمد بن خالد بن الحروري وأقرانهما.


(١) وفي مخطوطة أخرى للتبيين وطبقات ابن الصلاح: بسنتين.
(٢) في طبقات ابن الصلاح: سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

<<  <   >  >>