للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ص] أظنني أول من كتب عنه الحديث، فإني سمعت الأستاذ يقول عند وروده في سنة سبع وثلاثين: كنت أمشي مع عمي، فلما وردنا باب عزرة استقبلنا أبو العباس السّرّاج، فسلّم عليه عمّي ثم قال: يا أبا العباس، ابن أخي! فرحَّب بي أبو العباس، ودعا لي، فقال له عمي: يا أبا العباس حَدِّثه بحديث، فقال:

حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدَّخر شيئًا لغدٍ (١).

حدثني به وهو قائم، وذلك سنة خمس وثلاثمائة.

[ص ش] ثم إن الأستاذ سُئل التحديث غير مرة، فامتنع أشد الامتناع؛ إلى غرة رجب من سنة خمس وستين وثلاثمائة، فإنه أجاب إلى الإملاء، وقعد للتحديث، وحدَّث عشية يوم الجمعة.

[ي ص ت] [ش] سمعت الأستاذ أبا بكر أحمد بن إسحاق الإمام رحمه الله غير مرة، وهو يعوِّذ الأستاذ أبا سهل، وينفثُ على دعائه، ويقول: بارك الله فيك، لا أصابك العين. هذا في مجالس النظر عشية السبتِ للكلام، وعشية الثلاثاء للفقه.

[ي ص ش] وسمعتُ أبا علي الإسفراييني يقول: سمعت أبا إسحاق المروزي يقول: ذهبت الفائدة من مجلسنا بعد خروج أبي سهل النيسابوري.

[ي ص] وسمعتُ أبا الطاهر الأنماطي الفقيه بالرّي يقول: سمعت الصاحب أبا القاسم (٢) يقول: إذا فكرت في مسألة التكليف نقض عليَّ خلقُ أبي سهل، فإني أعلم أنه لا يُرى مثله، ولا رأى هو مثل نفسه.

[ي ص ت] وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سُئِل أبو الوليد عن أبي بكر القفّال وأبي سهل؛ أيُّهما أرجح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل؟

[ي ص] وسمعت أبا الفضل بن يعقوب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد البنوجردي (٣) يقول: كنت في حلقة أبي بكر الشافعي الصيرفي، فسمعته يقول: خرج أبو سهل الصعلوكي إلى خراسان، ولم يرَ أهل خراسان مثله.


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٦٢) من نفس الطريق وقال: حديث غريب، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (١٩٢٥).
(٢) قال ابن عساكر: يعني ابن عباد.
(٣) هكذا في التبيين، وفي طبقات ابن الصلاح: السوجردي.

<<  <   >  >>