للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العاص (١)، فقد غَلَبَ على الظَّن أنه ليس فيه، ولله الحمد، شيء مما يُسْتَنكر عليه (٢)، إفراطٌ في ميلٍ لا ينتهي إلى بدعة.

وأنا أجوِّز أن يكون الخطيب إنما يعني بالميل إلى ذلك، ولذلك حكم بأن الحاكم ثقة، ولو كان يعتقد فيه رفضًا لجرَّحه به، لا سيَّما على مذهب من يرى رَدَّ رواية المبتدع مطلقًا، فكلام الخطيب عندنا يقرب من الصواب" اهـ.

وأزيدُ على السبكي ما ذكره الحاكم في تاريخه (٣) في ترجمة شيخه الحسين بن داود العلوي مشيرًا إلى حبِّ شيخه للصحابة، قال: "صحبته برهة من الدهر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد؛ وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلا قال: الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق حبيبة حبيب رسول الله؛ وبكى".

وقال الحاكم في تاريخه (٤): "سمعتُ حمزة بن محمَّد العلوي - وجرى بحضرته ذكر يزيد بن معاوية - فقال: أنا لا أكفِّر يزيد لقولِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني سألتُ الله أن لا يسلَّط على أمتي أحدًا من غيرهم، فأعطاني ذلك" (٥).

* * *


(١) هكذا في الطبقات، وأرجّح أن السبكي أراد كتابة (عمرو بن العاص) فسبقه قلمه وكتب (عبد الله بن عمرو بن العاص).
(٢) نعم، إلا إعراضه عن ذكر معاوية - رضي الله عنه - في كتاب "معرفة الصحابة" كما مضى في الحاشية (ص ٧٥).
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٢٤٧).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٢٦٨).
(٥) أخرجه مسلم (٢٨٨٩) بنحوه.

<<  <   >  >>