وَتَنَالَ رَوْحَ مَسَاكِنٍ لا تَخْرَبُ
وَتَنَالَ عَيْشًا لا انْقِطَاعَ لِوَقْتِهِ ... وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامةِ لا تُسْلَبُ
بَادِرْ زَمَانَكَ إِنْ هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... خَوْفَ الغَوَالِب إِذْ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ
وَإِذَا هَمَمْتَ بِسَيئٍ فَاغْمِضْ لَهُ ... وَتَجنَّبِ الأَمْرِ الذِي يُتَجَنَّبُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْصَّدِيْقِ وَكُنْ لَهُ ... كَأَبٍ عَلَى أَوْلادِهِ يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ مَا اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ ... حَتَّى يَعُدُّكَ وَارِثًا يُتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيْقَكَ مَن إِذَا آخَيْتَهُ ... حَفِظ الإِخَاءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُوْا طَلَبَ المَرِيْضِ شِفَاءَهُ ... وَدَعِ الكَذوْبَ فَلَيْسَ مِمَّنْ يُصْحَبُ
وَاحْفَظْ صَدِيْقَكَ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وَعَلَيْكَ بِالمَرْءِ الذِي لا يَكْذبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ ... إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَن يَصْحَبُ
يُعْطِيْكَ مِن فَوْقِ المُنَى بِلِسَانِهِ ... وَيَرُوْغ عَنْكَ كَمَا يَروغُ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلْقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُم ... في النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَحْطِبُ
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ مَا طَمِعُوا بِهِ ... وَإِذَا نَبَا دَهْرٌ جَفَوْا وَتَغَلَّبُوا
وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيْحَتِي ... وَالنُّصْحُ أَرْخَصُ مَا يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
آخر:
حيلُ البِلَى تَأْتِي عَلَى المُحْتَالِ ... وَمَسَاكِنُ الدُّنْيَا فَهُنَّ بَوَالِ
شُغِلَ الأُلي كنَزُوا الكُنوزَ عَن التُّقى ... وَسَهَو بِبَاطِلِهِم عَنِ الآجَالِ
سَلِّم عَلَى الدُّنْيَا سَلامَ مُودِّعٍ ... وَارْحَلْ فَقَدْ نُودِيتَ بالتِّرْحالِ
مَا أَنْت يَا دُنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ ... مَا زِلْتِ يَا دُنْيا كَفَيءِ ظِلالِ
وَخَفَفْتِ يَا دُنْيا بِكُلّ بَلِيِّةٍ ... وَمُزِجْتِ يَا دُنْيَا بِكُلِّ وَبَالِ
قَدْ كُنْتِ يَا دُنْيا مَلَكْتِ مَقادَتِي ...