للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلما قام أبوها ليأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: أفتردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني.

فذهب أبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: شأنك بها. فزوجها جليبيبا.

قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: أتدري ما دعا لها به النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: وما دعا لها به النبي عليه السلام؟

قال: اللهم صب عليها الخير صبًا ولا تجعل عيشها كدًا كدًا.

قال ثابت: فزوجها إياه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مغزى له قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا ونفقد فلانًا.

ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا.

ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: لا.

قال: لكني أفقد جليبيبا فطلبوه في القتلى.

فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا مني وأنا منه، أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه.

فوضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه ثم حفروا له ما له سرير إلا ساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وضعه في قبره.

لله در هذه الأنفس فما أعزها وهذه الهمم فما أرفعها؟

وَلَمَّا رَأوَا بَعْضَ الحَياةِ مَذلةً ... عليهم وعِز الموتِ غَيرَ مُحَرَّمِ

أَبْوا أنْ يَذُوقُو العَيْشَ والذَمُّ وَاقعُ ... عليه وماتُوا مِيْتَةً لَمْ تُذَمَّمِ

ولا عَجَبٌ لِلأَسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلابُ الأَعَادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعَجَمِ

فَحَرْبةُ وحْشِىٍّ سَقَتْ حَمزةَ الرَّدَى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>