للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو مؤمن أثمرت له الجنان الخالدة والثمار اليانعة والحور الناعمة والأنهار الجارية والقصور العالية التي لا يستطيع الإنسان وصف نعيمها فضلاً عن عده أو حده قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} [الكهف: ١٠٨] .

وفي الحديث القدسي يقول الرب سبحانه: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» . ومصداق ذلك في القرآن المجيد: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧] .

وقد ضرب الله تعالى للقيم الزائلة والباقية مثلاً بين رجلين أحدهما شاكر لنعمة الله والآخر كافر بها. وما صدر من كل منهما من الأقوال والأفعال وما حصل بسبب ذلك من العقوبات والثواب العاجل والآجل ليعتبر الناس بحالهما ويتعظوا بما وقع عليهما، فقال سبحانه: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} [الكهف: ٣٣] .

هذه هي المقدمة للقصة تبدأ بذكر القيم الزائلة وتعريفها بجنتين مثمرتين من أعناب يحف بهما النخل ويتوسطهما الزرع وتتفجر بينهما الأنهار، وإنه لمنظر بهيج حقًا حين تكون الحديقتان بهذا الشكل والتناسق البديع وخاصة إذا توافرت الثمار وارجحنت الأشجار واطردت الأنهار فلا نقص في ثمر ولا عوز في ماء ولا وجع في شجر ولا تعب في ري كما يؤخذ من الآية الكريمة الآنفة الذكر. ومع ذلك النعيم لم يشكر صاحب الجنتين ربه الذي أنعم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>