للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسفل، والبقية من الأسنان بعضها عريض يصلح للطحن، وبعضها حاد يصلح للقطع، ثم جعل الرقبة مركز الرأس، فركبها من سبع خرزات مجوفات مستديرات وزيادات ونقصان، لينطبق بعضها على بعض ويطول ذكر الحكمة فيها.

ثم ركب الرقبة على الظهر من أسفل الرقبة إلى منتهى عظم العجز من أربعة وعشرين خرزة، وعظم العجز ثلاثة أخرى مختلفة، ووصل به من أسفله عظم العصعص، وهو مؤلف من ثلاثة أخرى.

ثم وصل عظام الظهر بعظام الصدر، وعظام الكتف، وعظام اليدين، وعظام العانة، وعظام العجز، وعظام الفخذين، والساقين، وأصابع الرجلين، فجملة عدد العظام من بدن الإنسان مائتا عظم وثمانية وأربعون عظمًا، سوى العظام الصغيرة التي حشى بها خلل المفاصل.

فانظر كيف خلق الباري سبحانه وتعالى ذلك كله من نطفة رقيقة سخيفة، والمقصود من ذكر أعدادها تعظيم مدبرها وخالقها، وكيف خلقها وخالف بين أشكالها وخصها بهذا القدر المخصوص، بحيث لو ازدا فيها واحد كان وبالاً واحتاج الإنسان إلى قلعه ولو نقص منها واحد لاحتاج الإنسان إلى جبره، جعل سبحانه وتعالى في هذا الخلق عبرة لأولي الأبصار وآيات بينات على عظمته وجلاله بتقديرها وتصويرها.

ثم انظر كيف خلق سبحانه آلات لتحريك العظام وهي العضلات، فخلق في بدن الإنسان خمسمائة وتسع وعشرين عضلة، والعضلة مركبة من لحم وعصب ورباط وأغشية، وهي مختلفة المقادير والأشكال بحسب اختلاف مواضعها وحاجاتها. فأربعة وعشرون منها لحركة العين وأجفانها، بحيث لو نقصت منها واحدة اختل أمر العين، وهكذا لكل عضو عضلات بعدد يخصه

<<  <  ج: ص:  >  >>