للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولابن عربي:

عَقَد الخلائقُ في الإله عقائدًا ... وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه (١)

فهم في جهل وضلال من جنس النصارى لهم عبادة وزهادة وأخلاق حسنة ولكنهم جُهَّال ضالون، لا يعرفون من يعبدون، ولا بماذا يعبدونه!

فالنصارى يعبدون غير الله بغير أمر الله، وأصل الدين الذي بَعَث الله به رسله، وأنزل به كتبه: أن لا يُعبد إلا الله، وأن نعبده بما شرع، لا نعبده بالبدع. فقول هذا القائل: «نظر من ذاته لذاته بذاته في ذاته»، وقوله: «ظهر بسرِّه لذاته في ذاته ظهورًا لا أولية له» يطابق قول أهل الوحدة والاتحاد العام والحلول العام.

فإن من يقول بالحلول الخاص يحتاج أن يقول: إنه حلَّ في غير ذاته، أو اتحد بغير ذاته، أو نظر أو ظهر لغير ذاته، كما يقوله النصارى من اتحاد اللاهوت والناسوت.

ولا يقال في الحلول الخاص: قلم وعقل وكرسي وعرش، وغير ذلك مما سنذكره، فإنَّ هذا كلَّه إنما يطابق قولَ أهل الوحدة والاتحاد العام.

وإن حُمِل كلامه على الحلول العام؛ فذاك لا فرقَ فيه بين شيء وشيء، ولا طريق الخاصة والعامة، بل هو عند هؤلاء ما ثَمَّ إلا وجود الذات، لكن


(١) نسبه المصنف في «الفتاوى»: (٢/ ٢٨٨، ٣١١) للحلاج. ونسبه في موضع آخر (٢/ ٩٨) لابن عربي، وكذا ابن القيم في «مدارج السالكين»: (٣/ ٥١٢). والبيت ذكره جامع «ديوان الحلاج» (ص ٨٨) على أنه مما اختلف في نسبته.