١٣٧١ - وقال:"أَفْضَلُ دينارٍ ينفقُهُ الرجلُ: دينارٌ يُنفقُهُ على عيالِهِ، ودينارٌ يُنفِقُهُ على دابَّتهِ في سبيلِ الله، ودينارٌ يُنفقُهُ على أصحابهِ في سبيلِ الله".
قوله:"أفضلُ دينارٍ يُنفقُه الرجلُ ... " إلى آخره؛ يعني: الإنفاقُ على هؤلاء الثلاثة أفضلُ من الإنفاق على غيرهم.
روى هذا الحديثَ ثوبان مولى رسول الله عليه السلام.
* * *
١٣٧٣ - وعن زَيْنَبَ امرأةِ عبدِ الله بن مَسْعودٍ قالتْ: انطلقتُ إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فوجدتُ امرأةً من الأَنْصارِ على البابِ حاجتُها مثْلُ حاجتي، وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد أُلقِيَت علَيه المَهابةُ، قالت: فخرجَ علينا بلالٌ، فقلنَا له: ائتِ رسولَ الله، فأخبره أنَّ امرأَتينِ بالبابِ تسأَلانِكَ: أَتُجزِئُ الصَّدَقةُ عنهما على أَزواجِهما، وعلى أَيتامٍ في حُجورِهما، ولا تُخْبرْهُ مَن نحنُ، فدخلَ، فسأَلَهُ، فقال:"مَن هما؟ "، قال: زينبُ، قال: قال: "أَىُّ الزَّيانِب؟ "، قال: امرأةُ عبدِ الله بن مَسْعود، قال:"نعَمْ، لَهُما أَجرانِ: أجرُ القَرابةِ، وأجرُ الصَّدَقةِ".
قولها:"أُلقيت عليه المَهَابةُ"، (المهابة): العَظَمة والخوف؛ يعني: أَعطَى الله تعالى رسولَه مهابةً يخاف منه الناسُ.
قولها:"وعلى أيتامٍ في حجورهما"، (الحُجُور) جمع: الحِجْر، وهو من الثوب ما تحت الصدر إلى الذيل؛ يعني: على أولاد لهما، ليس لأولئك الأولاد أبٌ.
فإن قيل: قد قالت زينبُ لبلالٍ: "لا تُخبرْه مَن نحن"، ثم أَخبرَ بلالٌ رسولَ الله - عليه السلام - مَن هنَّ؟
قلنا: لم يكن على بلالٍ طاعةُ زينبَ فرضًا حتى يأثمَ بمخالفتها، وكانت إجابةُ