رسولِ الله - عليه السلام - بما سأله فرضًا، وكذلك لو قال أحدٌ لأحدٍ: قُلْ هذا، أو افعَلْ هذا، أو: لا تقل، أو لا تفعل؛ لا يجب عليه طاعتُه إلا أن يُقسِمَ عليه بأن يقول: بالله عليك، أو أقسمتُ عليك أن تفعلَ كذا، فحينَئذٍ له أن يُطيعَه.
* * *
١٣٧٤ - وقالت مَيْمونة بنت الحارِث: يا رسولَ الله!، إني أَعتقتُ وَلِيدَتِي، قال:"أَمَا إنَّك لو أَعطيتِها أَخْوَالَكِ كانَ أَعظمَ لأَجْرِك".
قولها:"وليدتي"؛ أي: جاريتي.
"أما"؛ أي: اعلَمْ، يستوي فيه خطاب المذكر والمؤنث.
قوله:"كان أعظمَ لأجرك"، وإنما كان إعطاؤها أخوالَها أعظمَ لأجرها؛ لأن أخوالَها كانوا محتاجين إلى خادم، فلو أَعطَتْها أخوالَها كان صدقةً وصلةَ رَحِمٍ، والإعتاقُ شيءٌ واحدٌ، وهو الصدقة، ولا شك أن خيرَينِ أفضلُ من خيرٍ واحدٍ.
* * *
١٣٧٦ - وعن أبي ذَرًّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طَبخْتَ مرَقةً فأَكْثِرْ ماءَها، وتَعَاهدْ جيرانَكَ".
قوله:"وتَعَاهَدْ جيرانَك"، (الجيران) جمع: جار؛ يعني: أَعطِ جيرانَك من ذلك الطبخ نصيبًا؛ يعني: لا تجعلْ ماءَ قِدْرِك قليلًا؛ ليكونَ مرقُها كثيرَ اللذة؛ فإنك حينَئذٍ لا تَقدِر على تعاهُدِ جيرانك، بل اجعَلْ ماءَ قِدْرِك كثيرًا؛ ليبلغَ نصيبٌ منه إلى جيرانك، وإن لم يكن لذيذًا.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٣٧٧ - عن أبي هريرة أنه قال: يا رسولَ الله، أيُّ الصدقةُ أَفْضَلُ؟،