قوله:"إذا أَقبلَ الليلُ من ها هنا، وأدبرَ النهارُ من ها هنا، وغربت الشمسُ فقد أفطرَ الصائم"، (أقبل الليل من ها هنا): إشارةٌ إلى المشرق؛ لأن الظلمةَ أولَ ما تظهر تظهر من ذلك الجانب، و (الليل): عبارة عن ظهور الظلمة من المشرق.
قوله:"وأَدبرَ النهار من ها هنا": إشارةٌ إلى جانب المغرب؛ لأن الإدبارَ هو الذهابُ، والشمسُ تذهب إلى جانب المغرب، و (النهار): عبارة عن بقاء الشمس، فإذا غربت الشمسُ ذهبَ النهارُ.
وقوله:"وغربت الشمس": لا حاجةَ إلى هذا اللفظ؛ لأنه إذا قال:(وأدبر النهار) عُلِمَ منه غروبُ الشمس؛ وإنما قاله لشرح (وأدبر النهار من ها هنا)، أو لبيان كمال الغروب، كيلا يظنَّ أحدٌ أنه إذا غربت بعضُ الشمس جازَ الإفطار؛ لأنه أدبرَ النهارُ.
قوله:"فقد أفطر الصائم"، قيل: معناه: دخل في وقت الفطر؛ لأنه ما لم يأكل ولم يشرب لا يكون مفطرًا، وقيل: معناه: أفطر في الحكم؛ يعني: إذا غربت الشمس انتهى صومُ الصائم، ولم يكن بعد ذلك صائمًا في الحُكم، سواءٌ أكل أو لم يأكل، بدليل أنه يحتاج إلى نية الصوم للغد إن لم يأكل ولم يشرب.