١٤١١ - وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: نَهَى رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الوِصَالِ في الصَّوْمِ، فقالَ لَهُ رَجُلٌ: إنَّكَ تُواصِلُ يا رسُولَ الله!، قال:"وَأَيُّكُمْ مِثلي؟، إنَّي أَبيتُ عِنْدَ رَبي يُطْعِمُني ويَسْقِينِي".
قوله:"نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوِصَالِ في الصوم"، (الوِصَال): أن يَصِلَ الصائمُ صومَ يومٍ بيومٍ؛ يعني: ألا يأكلَ ولا يشربَ شيئًا في الليل.
وهذا منهيٌّ عنه في حق غير رسول الله - عليه السلام - نهيَ كراهةٍ، وأما في حق رسول الله - عليه السلام - يجوز الوصالُ من غير كراهة.
وعلَّة نهي الأُمة عن الوصال: عدمُ قُوَّتهم على ترك الطعام يومَين؛ فإن الرجلَ يصير بالوصال ضعيفًا، فيعجز عن كثيرٍ من العبادات وكثيرٍ من الحقوق، فلو أكلَ الصائمُ في الليل شيئًا أو شربَ وإن كان شيئًا قليلًا خرجَ عن النهي. فلو أراد أحدٌ الوصالَ ولا يلتفت إلى النهي فلا يكفيه لصوم يومَين نيةٌ واحدةٌ، بل يلزمه أن ينويَ لصوم اليوم الثاني في ليلته، وإن لم يأكل شيئًا.
قوله:"إني أَبيتُ عند ربي يُطعمني ويَسقيني"، قال الخطابي: يحتمل هذا معنيين:
أحدهما: أن يُحمَل على الظاهر ويقول: يرزقه الله تعالى في ليالي صيامه طعامًا وشرابًا.
والثاني: أن يكون معناه: إن الله تعالى يُعينني على الصوم، ويُعطيني القوةَ على الوصال، فيكون إعطاءُ الله إياه - عليه السلام - القوةَ بمنزلة إعطاء الطعام والشراب.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٤١٢ - عن حَفْصَة رضي الله عنها، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ