يومُ الثامن من ذي الحجة يومَ التروية؛ لأن إبلَ الحُجَّاج رُوِيَتْ في هذا اليومِ بعدَ عطشِها في الطريق.
وقيل: سُمِّيَ يومَ التروية؛ لأن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام ليلةَ ثامن ذي الحجة ذَبْحَ إسماعيل، وجعلَ يومَ الثامن يروي؛ أي: يُفَكِّرُ في رُؤْياه أنه كيف يصنع؟ حتَّى جزَمَ عزمَه يوم العاشر بذبح إسماعيلَ عليه السلام.
قوله:"فأهلوا بالحج"؛ أي: أحرمَ بالحجِّ مَنْ خرجَ من الإحرام بعد الفراغ من العمرة، وركبَ النبيُّ عليه السلام؛ يعني: ركبَ النبيُّ عليه السلام وسار من مكة إلى منًى يومَ التروية، وصلَّى بمنًى في هذا اليوم الظهرَ، وكان هناك حتى صلَّى الفجرَ يومَ التاسع.
قوله:"بنمِرَة"، (نَمِرَة): اسمُ موضعٍ قريبٍ من عَرَفَة.
"فأمر بالقَصْوَاءِ"؛ أي: أمرَ بعضَ أصحابه بإحضارِ القَصْواءِ، وهي ناقةٌ له - صلى الله عليه وسلم - مقطوعةُ الأذن.
"فرُحِلَتْ"؛ أي: وُضعَ عليها الرَّحْلُ.
"بطن الوادي": موضعٌ بعَرَفَة.
قوله:"كحرمة يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا"؛ أي: في ذي الحِجَّة.
(يومكم هذا)؛ أي: يوم عَرَفة، والمراد به أيام الحج كلُّها؛ يعني يُحرَّمُ في هذه الأيام على المُحْرِمين قتلُ الصَّيد، والطِّيبُ، ولُبْسُ المَخِيط، وغيرُها، ويُحَرَّمُ في يوم العيد وأيام التَّشرِيق الصَّوْمُ أيضًا.