للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما الأحاديث التي لم يُضفها إلى الله (١) تعالى كسائر أحاديثه، فليس يرويه عن الله تعالى، وإن كان من عند الله تعالى وحُكْمَ الله تعالى.

* * *

١٩ - وقال: "قال الله تعالى: يُؤْذيني ابن آدمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهرُ، أُقَلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.

قوله: "وقال: قال الله تعالى"؛ أي: قال رسول الله: قال الله تعالى: "يؤذني ابن آدم"، (الإيذاء): إيصالُ شيء يكرهه من القول أو الفعل سواءٌ أثَّر فيه أو لم يؤثِّر فيه، وإيذاء بني آدم ربَّهم تعالى لم يؤثِّر فيه ولم يضره بل يضرُّ القائلين، فإذا كان كذلك يكون معنى (يؤذيني ابن آدم): يقول لي ابن آدم ما أكرهه وأُبغضه، ولا يليقُ بحضرتي.

"يسب الدهر" يروى: "بسبِّ الدهرِ" بالباء الجارَّة وبعدها المصدرُ المجرور بالباء، ويُروى: "يسب الدهرَ" على أنه فعلٌ مضارع، و (الدهرَ) منصوبٌ على أنه مفعوله.

و (السب): الشتم، وذُكر معناه في الحديث الذي قبل هذا.

و (الدهر): هو الزمان من أول خَلْقِ الله تعالى العالمَ إلى آخر الدنيا، ويقال: بعض الزمان دهرٌ أيضًا.

"وأنا الدهر" يروى برفع الراء ونصبها:

فإن نُصب يكون ظرفًا مقدَّمًا على الفعل، فيكون التقدير: وأنا أقلب الليل والنهار في الدهر.

وان رُفع يكون (الدهر) مضافًا إليه أُقيم مقام المضاف، والتقدير: وأنا خالق


(١) في "ق": "وما لم يضفه إلى الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>