للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سَرق قلت: وإنْ زَنى وإن سَرق؟ قال: "وإنْ زَنى وإنْ سَرق قلت: وإنْ زَنى وإن سرق؟ قال: "وإنْ زَنى وإنْ سَرق، على رَغْم أنْفِ أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا الحديث قال: وإن رَغِمَ أَنْفُ أبي ذَرٍّ.

قوله: "وعليه ثوبٌ أبيض" فائدته: أنَّ لبس الثوب الأبيض سنَّةٌ؛ لأنه لبسه رسول الله عليه السلام، وأيضًا فيه إثباتُ حصول علم أبي ذر - رضي الله عنه - على كون النبي نائمًا؛ يعني لم يقل أبو ذر - رضي الله عنه - هذا عن ظنًّ أو قول أحدٍ بل رآه بعينه.

وقوله: "ثم أتيته وقد استيقظ أي: فلمَّا رأيته نائمًا رجعتُ، ثم أتيته بعد زمان وقد استيقظ؛ أي: فلما أتيته ثانيًا وجدتُه منتهيًا من النوم.

وقوله عليه السلام: "ما من عبد قال لا إله إلا الله" تقديره: قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ لأن قول لا إله إلا الله بلا إقرارٍ بمحمدٍ رسول الله لا ينفع بعد أن يبعث الله تعالى محمدًا رسول الله بالرسالة على الخلق.

قوله: "ثم مات على ذلك": إشارةٌ إلى الثبات على الإيمان إلى الموت، احترازًا عمَّن يرتد عن دينه ومات على الارتداد، فإنه إذا مات على الارتداد لا ينفعه إيمانه في الزمان الماضي.

وقوله: "دخل الجنة": إشارة إلى أن عاقبته دخولُ الجنة وإن كان له ذنوبٌ كثيرة أو ترك من الأركان شيئًا، إلا أنَّ مَن كان هذه صفته فأمرُه إلى الله: إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بلا عذاب، وإن شاء عذَّبه بقَدْرِ ذنوبه ثم أدخله الجنة بفضله.

وقول أبي ذر - رضي الله عنه -: "وإن زنى، وإن سرق؟ " تسمَّى هذه الواوُ: واوَ المبالغة، وتعجب أبي ذر من هذا الحديث إنما كان لأجل أن الزنى والسرقة وغيرهما من الذنوب موجبةٌ للعقوبة، فكيف يدخل الجنة مع استحقاق العقوبة؟ ولم يَدْرِ أن المذنب تكون عاقبته الجنةَ - إمَّا قبل العذاب بأن عفا الله عنه، وإما

<<  <  ج: ص:  >  >>