جيبَ قميص مريم ونفخ فيه بروح عيسى، فحملت مريم بعيسى عليه السلام بأمر الله تعالى هكذا ذكر في "تفسير الوسيط"، و"اللباب" وغيرهما.
وقد قيل فيه أقوالٌ غيرُ هذا، ولكن يطول ذكرها.
قوله "على ما كان من العمل"؛ أي: على أيَّ عملٍ كان ذلك الرجل من الذنوب؛ يعني: إذا كان اعتقاد الرجل صحيحًا حتى يموت، أدخله الجنة وإن كان له ذنوبٌ كثيرة، ولكن قبل العذاب أو بعده، هذا في مشيئة الله تعالى كما قلنا في مواضع كثيرة.
* * *
٢٧ - وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أَتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: ابسُطْ يمينكَ فلأَبايعْكَ، فبسطَ يمينَهُ، فقبضْتُ يدي، فقال:"ما لَكَ يا عمرو؟ "، قلت: أردتُ أنْ أشترطَ، قال:"تشترطُ ماذا؟ "، قلت: أنْ يُغفرَ لي، قال:"أما علمتَ يا عمرو! أنَّ الإِسلامَ يهدِمُ ما كانَ قبلَهُ، وأنَّ الهجرةَ تهدِمُ ما كانَ قبلَها، وأنَّ الحجَّ يهدمُ ما كان قبلَهُ؟ "، فبايعتُه.
قوله:"ابسط يمينك فلأبايعك"؛ أي: امدد يدك اليمنى حتى أضع يدي على يدك وأبايعك على الإسلام.
"فبسط يمينه فقبضت يدي"؛ يعني: فلمَّا بسط يده رسول الله عليه السلام قبضت يدي إلى نفسي ولم أضع يدي على يده عليه السلام، فقال:"ما لك يا عمرو؟ " يعني: قال لي رسول الله: ما لك يا عمرو؟ و (ما) للاستفهام، ومعناه: أيُّ شيء ظهر في خاطرك حتى امتنعت وندمت عن وضع يدك على يدي، وعن المبايعة؟
"قلت: أردت أن أشترط": يعني: أردتُ شرطًا، فإن قبلتَ شرطي