للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشرفُ من أن تذكر هذه العبارة في أثناء ضربِ الدُّفِّ.

* * *

٢٣٣١ - وقالت عائشةُ رضي الله عنها: زُفَّتْ امرأةٌ إلى رجلٍ من الأنصارِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كانَ معَكم لهوٌ؟ فإنَّ الأنصارَ يُعجِبُهم اللهوُ".

قوله: "ما كان معكم لهوٌ؟ " (ما) للنفي، ومعناه: الاستفهام, والأَولى أن يُقالَ: حُذِفَ من هذا الكلام همزةُ الاستفهام لدلالة الحال عليه، والتقدير: أمَا كان معكم لهوٌ؟ وهذا رخصةٌ في اللهو عند العُرس، والمراد باللهو: ضربُ الدُّفِّ وقراءةُ شِعرٍ ليس فيه إثمٌ.

ورَوى ابن سِيرين: أنَّ عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا سمع صوتًا أو دُفًّا قال: ما هذا؟ فإن قالوا: عرسٌ أو خِتانٌ، صَمَتَ؛ يعني: تركَهم على حالهم، ولم يَنهَهُم عن ذلك.

* * *

٢٣٣٢ - وقالت عائشةُ رضي الله عنها: تَزَوَّجَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في شوَّالٍ، وبنى بي في شوَّالٍ، فأيُّ نساءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ أَحْظَى عندَه مني؟.

قول عائشة رضي الله عنها: "تزوَّجني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال"؛ أي: نكَحَني في شوال.

"وبنى بي"؛ أي: أَدخلَني بيتَه، وضمَّني إليه في شوال.

قولها: "أَحظَى"؛ أي: أكثرُ وأَوفَى نصيبًا منه - صلى الله عليه وسلم -.

أرادت بهذا الحديث: أنَّ العَوَامَّ كانوا يقولون: التزوُّجُ بين العبدَين ليس بمحمودٍ، فذَكرَتْ عائشةُ هذه الحكايةَ إنكارًا عليهم؛ يعني: فلو لم يكنِ التزوُّجُ بين العيدَين محمودًا لَمَا تزوَّجَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال، والتزوُّجُ بين العيدَين حرامٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>