"فسبقتُه"؛ أي: فغلبتُ عليه في العَدْو، وتقدَّمتُ عليه.
"فلما حملتُ اللحمَ"؛ أي: فلما سمنتُ.
قوله:"هذه بتلك السَّبْقة"؛ يعني: تقدُّمي عليك في هذه النَّوبة في مقابلة تقدُّمِكِ عليَّ في النَّوبة الأولى.
والمرادُ بإيراد هذا الحديث: بيانُ حسن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أو تلطُّفه بنسائه؛ لتقتديَ به أمَّتُه.
* * *
٢٤٣٠ - عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أنَّها قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُكم خيرُكم لأهلِهِ، وأنا خيرُكم لأهلي، وإذا ماتَ صاحِبُكم فدَعُوه".
قوله:"خيرُكم خيرُكم لأهله"؛ يعني: خيرُكم مَن هو أحسنُ أخلاقًا على أهله.
قوله:"إذا مات صاحبُكم فدَعُوه"؛ يعني: لِيُحسِنْ كلُّ واحدٍ منكم على أهله، فإذا مات واحدٌ منكم فاتركوه؛ أي: فاتركوا ذكرَ مساوئه؛ يعني: لا تذكروه بعد الموت بأخلاقه المذمومة وأفعاله القبيحة؛ فإنَّ تركَ ذكر مساوئه والعفوَ عنه من حسن أخلاقكم.
ويُحتمَل أن يكونَ معناه: فاتركوا محبتَه بعد الموت، ولا تُعلِّقوا قلوبَكم بأن تجلسوا على مصيبته، والبكاء عليه.