للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يؤاخذنا ربنا تعالى (بما نتكلم به) من الكلام.

قوله: "ثكلتك أمك يا معاذ"، (ثكل) بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر (ثكلًا): إذا فقدت المرأة ولدها؛ أي: فَقَدتْكَ أمك وعَدِمتْك بأن تموت يا معاذ، و (ثكلتك أمك) دعاءٌ على أحدٍ من غير أن يراد وقوعُهُ، بل يقال لتأديب الرجل وتنبيهه من الغفلة وتيقُّظه في الأمر، ومثله كثيرٌ: قاتله الله وما أشبه ذلك.

قوله: "هل يكب الناس"، كب - بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر - كبًا: إذا ألقَى فأسقط أحدًا على وجهه، هذا متعدٍّ، وإذا نقلته إلى باب أَفْعَلَ وقلت: أَكَبَّ زيدٌ، صار لازمًا، ومعناه: سقط على وجهه، وهذا من نوادر اللغة؛ لأن الغالب أن ينقل الفعل اللازم الثلاثيُّ إلى (أَفْعَلَ) حتى يصير متعدِّيًا، نحو: خرج وأخرج.

و (أو) ها هنا للشك، يعني شكَّ في أن رسول الله عليه السلام قال: "على وجوههم، أو" قال: "على مناخرهم".

(المناخر): جمع مَنْخِرٍ بفتح الميم وكسر الخاء، ويجوز فتح الخاء، وهو ثقبة الأنف.

(الحصائد): جمعُ حصيدة، وهي فعيلةٌ بمعنى مفعولة، من (حصد): إذا قطع الزرع، وهذا إضافة اسم المفعول إلى فاعله، كقولك: هذا مضروبُ زيدٍ؛ أي: الذي ضربه زيدٌ، وها هنا (اللسان) فاعلٌ و (الحصائد) بمعنى المحصود؛ أي: محصود اللسان، يعني الكلام الذي تكلم به اللسان، شبَّه ما تكلم به اللسان بالزرع المحصود، أو بالحشيش المقطوع بالمنجل، فكما أن المنجل يقطع الحشيش ولا يتميز بين الرطب واليابس، والجيد والرديء، فكذلك لسانُ بعض الناس يتكلَّم بكلِّ نوعٍ من الكلام القبيح والحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>