٢٥٧١ - وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: قال: بينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطُبُ إذا هو برجلٍ قائمٍ فسألَ عنه؟ فقالوا: أبو إسرائيلَ، نذرَ أنْ يقومَ ولا يقعدَ، ولا يَستظِلَّ، ولا يتكلَّمَ، ويصومَ، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مُرْهُ فليتكلَّمْ وليستظِلَّ وليَقعُدْ، ولْيُتِمَّ صَوْمَهُ".
قوله:"فسأل عنه"؛ أي: سأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن قيامه، لا عن اسمه.
"فقالوا: أبو إسرائيل؛ نذر أن يقومَ ولا يقعدَ ... " إلى آخره، (أبو إسرائيل): رجل من قريش.
تقول: استظلَّ بالشجرة؛ أي: استترَ بها وقعد في ظلَّها.
وإنما أمرَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأن يُتمَّ صومَه فقط دون المنذورات الأُخَر؛ لأنَّ نذرَه كان على نوعَين: نذرُ طاعةٍ، ونذرُ معصيةٍ؛ فالصومُ كان نذرَ طاعةً، فأمرَه بالوفاء به، والباقي كان نذرَ معصيةٍ، فلم يأمرْه بالوفاء به.
* * *
٢٥٧٢ - وعن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى شيخًا يُهادَى بين ابنيْهِ فقال:"ما بالُ هذا؟ " قالوا: نذرَ أنْ يمشيَ، قال:"إنَّ الله - عز وجل - عَنْ تَعْذِيب هذا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ"، وأَمَرَهُ أنْ يركبَ.
وفي روايةٍ:"اركبْ أيُّها الشَّيخُ، فإنَّ الله غنيٌّ عنكَ وعن نذرِك".
قوله:"رأى شيخًا يُهادَى بين ابنيه ... " إلى آخره، (المُهاداة): المشي بين الاثنين مُعتمِدًا عليهما من ضعفٍ أو تمايُلٍ؛ يعني: رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شيخًا يمشي بين ابنيه مُعتمِدًا عليهما من الضعف، بحيث كان يجرُّ أخمصَيه على الأرض، فقال: ما حالُ هذا الشيخ؟ قالوا: نذرَ أن يمشيَ إلى بيت الله، فقال: مُرُوه فَلْيَركبْ؛ فإنَّ الله سبحانه لَغنيٌّ عن تعذيبه نفسَه، وعن نذره.