للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: {وَيَخْلُدْ فِيهِ} الخلود في حق الكافر متحقِّقٌ، وأما في حق المسلم لا يتحقق خلوده في النار لسبب الذنوب، بل معنى الخلود في حقه: اللبثُ الطويل، وقوله: (فيه) الضمير راجع إلى (العذاب).

وقوله: {مُهَانًا} منصوب على الحال، والمهان: الذليل.

وكنية عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أبو عبد الرحمن، واسم جده: عاقل بن حبيب، وقيل: الحارث بن شمخ.

* * *

٣٤ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكبائرُ: الإِشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدَيْنِ، وقتْلُ النَّفْسِ، واليمينُ الغَمُوسُ"، رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -.

وفي رواية أنَسٍ: "وشَهادةُ الزُّورِ" بدل: "اليَمينُ الغَمُوسُ".

قوله: "الكبائر: الإشراك بالله"، و (الإشراك): جعلُ أحدٍ شريكًا بأحد، والمراد ها هنا: اتخاذ إلهٍ غيرِ الله. "العقوق": مخالفة مَن حقُّه واجبٌ، "الوالدين": الأب والأم، و"عقوق الوالدين": عصيان أمرهما وتركُ خدمتهما، فكلُّ أمرٍ يأمر به الأب أو الأم الولدَ واجبٌ على الولد الإتيانُ بذلك الأمر إن لم يكن فيه إثمٌ، مثل أن يأمر الأب أو الأم الولد بالسرقة أو قتلِ أحدٍ أو شتمه وما أشبه ذلك، فلا يجوز الإتيان بهذا الأمر؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ويجب على الولد خدمةُ الوالدين بقَدْر ما يُطيق، ويجب عليه نفقتهما وكسوتهما إن كانا فقيرين، إن كان يقدر على نفقتهما وكسوتهما.

"واليمين الغموس": هو أن يحلف الرجل على الماضي متعمِّدًا بالكذب، بان يقول: والله ما فعلت كذا، وهو يعلم أنه فعله، أو يقول: والله فعلت كذا وهو يعلم أنه ما فعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>